الناقد محسن ويفى وأحمد عبد العال وكمال رمزى
تقرير : مروة السوري
هو أحد البارزين بمجال النقد السينمائي، والذى يمتاز بقدر كبير من الدفء لا يعتمد أسلوبه على الممل بل يمتاز بالاعتدال والموزانة والعمق وابراز شخصيته وبصمته فى كتاباته ولم تأتى كل الأمور من فراغ بل جاءت بالتدريب المكثف والاطلاع المستمر عبر سنوات طويلة وخاصة خلال فترة السبيعينات والتى كانت تزخر من خلالها السينما المصرية بقدر كبير من الأعمال الراقية والتى اعتمدت على ايدلوجيته الخاصة فى مجال التحليل الفنى والذى يفهم من خلاله الجمهور قصة الفيلم وليس حاكمًا بنقاط الضعف بالعمل والتى يمكن أن تهمش الصناعة السينمائية أنه الناقد والكاتب السينمائى كمال رمزى .
فقد طرح له مؤخرًا كتاب “90 فيلما مصريا: نظرة نقدية”وتمت مناقشته بمقر مركز الثقافة السينمائية .
فقد أكد الناقد أحمد عبد العال على أن كتاب تسعين فيلمًا من عام 2009 وحتى 2016، قسم الناقد كمال رمزى لاقسام خمسة متنوعة، شملت الأفلام الاجتماعية وأفلام العنف والجريمة والعصابات والأفلام الكوميدية تضم 18 فيلم والأفلام ذات الطابع السياسى تضم 14 فيلم وأفلام التجارب الجديدة تضم 15 فيلم ، ليخرج بملاحظات عامة منها غياب بعض الأنواع السينمائية مثل الافلام الاستعراضية أو الغنائية، كذلك لاحظ اختفاء الأفلام التاريخية أو الشخصيات والأجواء التاريخية، علمًا بأنها ظهرت مبكرًا منذ الافلام الاولى لأم كلثوم، مثل “دنانير” لأحمد بدرخان الذى تدور أحداثه فى عهد هارون الرشيد، لتصل على استحياء إلى “ناصر 56” لمحمد فاضل 1996، لتتوقف منذ ذلك الحين حتى فيلم “أيام السادات” لمحمد خان عام 2001 وايضا اختفاء الفيلم الرومانسى وبروز نوعيات آخرى من تصنيفات الأعمال السينمائية كمثل أفلام العنف والجريمة وايضا تقلص الأفلام السياسية وبروز ذات الطابع السياسى وهذا فرق كبير وجاء ذلك نتيجة أن خلال الفترة مابين 2009 لـ2016 كانت الأوضاع الأمنية المصرية والظروف الاقتصادية أدت إلى عزوف المنتجين عن خوض التجارب السياسية أو الرومانسية
وأشار عبد العال ، رغم أن عنوان الكتاب يضم 90 فيلم إلا أنه محتوى الكتاب يضم 91 مقال عن أفلام ومقال استثنائى عن الممثله يسرية المغربى والتى شاركت بدور جده الفنانة ياسمين رئيس فى فيلم فتاه المصنع للمخرج محمد خان .
ومن المثير فى طرح المقالات أنها ليست معبرة فقط عن تجربة الناقد بل هى الأقرب إلى تجربة الجمهور مع الأفلام التى تمت مشاهدتها بواسطتهم وكيف آثرت على مسار تجربتهم الشخصية والعملية وتعليقتهم حول الآداء الفنى الخاص بكاست العمل فالكتاب هو نافذه على خريطة السينما المصرية لمدة 8 سنوات ، كما ركز “رمزى” فى كتابه على الاحتفاء بشباك التذاكر والجمهور ليرى أن صناعه السينما خلال هذه الفترة ربما أوشكت على أن تلفظ انفاسها فى الاستمرارية وهناك أفلام ناجحة بصرف النظر عن التقييم النقدى لهذه الأعمال “فالجمهور عصب الصناعه السينمائية” .
مضيفًا ، أن لغة “رمزى” الكتابيه لغة ساحرة استطاع أن يعزف بوتره الخاص على أنغام النقد السينمائى ، ويمتاز بمهارة شديدة الأقرب إلى الواقعية والتى يمكن من خلالها أن يلمح الجمهور مدى التغيرات التى طرأت على خريطة العمل السينمائى بدون فرد مساحة كبيرة يمكن أن تؤثر على المعلومات المطروحه .
وفى تصريحات هامة أكد الناقد كمال رمزى أن مركز الثقافة السينمائية وجمعية النقاد تعتبر أحد المنابر الفنية التى أهتمت بالفن السينمائى وذلك على تحت إشراف رئيس الجمعية الأسبق أحمد كامل مرسى وقام بتقديم أهم الأعمال على شاشة المركز والتى أبرزت جيل العمالقة كمثل صلاح التهامى ، سعد نديم ، عبد القادر التلمسانى ولحق بهم الناقد هاشم النحاس وعطيات الأبنودى وفتحى فرج ، سامى السالمونى واستمرت تلك التألقات والحضور إليه كما وأنه بوتقه جامعه لكل الجمهور المحب والمجادل وتعتبر تلك الفترة آزهى فترات النقد السينمائى وأقرب إلى المعارك الفكرية التى تنم عن حركات مختلفة وأفكار متنوعه .
مشيرًا إلى أنه يعتبر نشرات نادى السينما بمثابة كنز فنى لإى سينمائى والتى كانت يشرف عليها الناقد أحمد الحضرى والذى يعتبر شيخ نقاد سينما مصر ومؤرخ فنى راقى والذى كان يسعى فى أن يتم عرض الفيلم فى مركز الثقافة السينمائية قبل عرضه مباشرًا بالسينمات ، كذلك كان هناك دورًا بارزًا للناقد يوسف شريف رزق الله والذى كان يقوم بترجمه اللقاءات الفنية لكى تؤرخ بكل اللغات وتنتشر لكل الدول .
وأكد “رمزى” على أن الثقافة النقدية السينمائية تعتمد على قراءة كل الأجيال السابقة بالتزامن مع التراث الحالى ليس للمقارنة بل لأجل التنوير المعرفى لأساليب المتنوعه والتى بدورها تشكل خيوطًا هامة للناقد ، كما أن أهم ما يميز الفن السينمائى أنه أخذ من كل الفنون وأضاف لذاته الكثير فمثلا استقطب من الرواية فن القصة وكيف تحكى وتحتاج لقدر كبير من الموهبة فى سرد الحكاية بل وقراءتها والتى اعتمدت عليها الفنانة فاتن حمامة فى الكثير من أعمالها الفنية وكذلك الموسيقى وغيرها ، فالناقد السينمائى لابد وأن يتسلح بتراث نقدى كبير فمثلا قراءة النقد للدكتور محمد مندور وكذلك مكتبة الدكتور سمير فريد والذى يعتمد على الصرامه العقلية والدكتور فتحى فرج .
وأضاف أن للناقد فؤاد دواره دور هامًا فى تجميع تراث الكاتب يحيى حقى ، كذلك الناقد يعقوب وهبى قام بتجميع كتابات سامى السلامونى والتى تستحق القراءة النقدية فهو فصيل فى مجال تحليل أساليب النقاد وهو نوع مهم فى النقد ، كما أن كتابات الناقد هاشم النحاس والتى تعتمد على تاريخ النقد السينمائى .
وأوضح “رمزى” أن الكاتب عمرو خفاجى أشار إليه لكتابة عمود فنى وتصل كتابته إلى 250 كلمة كان يرى فى بدء الأمر الصعوبة فى توصيل المعلومة بشكل مختصر دون الاطاله والتوضيح بشكل مفصل عن الأعمال الفنية ، وقد قرأ لحظتها بعد المراجعات الإجنبية عن السينما والتى لمس خلالها الاختصار والبساطة فى الكلمة والاحكام المتأمله وبها ثقه الكاتب والذى لمس نقطة هامه جدًا إلا وهى كيف تشاهد الفيلم .
والذى أكد على أن مشاهده الفيلم يجب وإلا تكون بناء على دعوة من قبل أحد الفنانيين أو المخرجيين والتى ستكون لحظتها الشهادة مجروحه ومحاولة الفصل بين شخصية الفنان الحقيقى وتعامل الناقد معه وشخصيته داخل العمل الفنى كما يجب الاستماع إلى تعليقات الجمهور ومحاولة الابتعاد قدر الامكان عن التجريح أو تهميش دور الفنان بقدر أن يتم التركيز على ما أعاق كفاءه دوره والإجابة على سؤال كيف ظهرت الإيجابيات أو السلبيات .
وأضاف “رمزى” أن ما يسحره حقًا هو التركيز على كافة الأدوار الفنية وليس فقط دور البطل والبطله بل تسليط الضوء على نقاط الانفعال والذروة فمثلا الفنان محمد كمال المصري “شرفنطح” رغم أنه ليس البطل الرئيسى لفيلم سى عمر ولكنه كان محرك هام فى أحداثه والذى آثار ضحكات الجمهور بعبارته البسيطة ، فما سحره فى دور الفنانة يسرية المغربى فى فيلم فتاه المصنع والتى لعبت دور جده البطله “ياسمين رئيس” رغم صغر الدور ولكنها حطمت صورة الجدة التقليدية .
وأكد الناقد والمخرج والسيناريست هاشم النحاس على أن موهبة كمال رمزى فى التحليل لشخصيات الأداء التمثيلى أنه من أمتع ما يقراءه فى مجال النقد كما أن دراسته لمجال الفنون المسرحية أثقلت موهبته ، كما أن اقترح بأن يقوم رمزى بتجميع كتاباته والتزويد عليها فى مجال تحليل الشخصيات الفنية لأنها تعبر عن تجربته الشخصية فى تلك المجال وهو بمثابة توجيه للنقاد فى تناول تلك الموضوع .
محررة الموقع مع الناقد كمال رمزى
الناقد أحمد عبد العال والناقد محسن ويفى والمخرج هاشم النحاس والناقد كمال رمزى ومحررة الموقع