تقرير : مروة السوري
— رساله عبد الوهاب لرقى الكلمات بالثلاثينات
لم تكن الأغنية المصرية قديمًا لمجرد الاستماع إليها بل كانت أصدق المشاعر التى يمكن أن نتحدث عنها والتى أثرت على العديد من المصريين وخاصة مع ظهور أول مطرب غنائى بثانى فيلم غنائى ناطق “الوردة البيضا” للمخرج محمد كريم و للموسيقار محمد عبد الوهاب سى “محمد أفندى” أولى محطاته الآولى لركوب قطار الآحاسيس والاحترام والشياكة بمخارج الآلفاظ وفى خطوات المشى والنظرات و يستشعر لحظتها الجمهور للوهله الأولى ملامح وجه عبد الوهاب وكأنه وجهًا فرعونيًا من الطراز الآول ، كما يلاحظ بأن معظم السيدات بالفيلم كانوا يعتادون على قصه شعرالجرسون والتى ميزتهم كثيرًا .
وكان استخدام الوردة البيضا لحظتها رمزًا للتعبير عن الحب من النظرة الأولى والتى كانت تجسدها الوجه الجديد الفنانة سميرة خلوصى وكانت تهديها بمشاهد منفصله للبطل لتكن علامة الحب الصافى النقى بينهم .
والتى بدأت بأولى أغانى الفيلم أغنية ” ورد الحب الصافى” للشاعر أحمد رامى ، كما قام عبد الوهاب بدندنة “سبع سواقى بتنعى لم طفولي نار يا منية القلب قلي ازاي عشق الجار يبقى النظر بالنظر والقلب قايد نار
كما أظهر الفيلم جوًا ساحرًا لقلب الريف المصري فى لقطات آخرى مع أصوات البط ومع بزوخ الشمس وموسيقى خالدة لعبد الوهاب والستات شايلة البلاصات وبدأت أغنية “جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل” ثم اتت بعدها بلقطات بعيدة بعد فراقه عن حبيبته وغنائه “يا لوعتى يا شقايا” ، ومن الملاحظ ايضا أن وسيلة النقل للأبطال كانت عبارة عن حمار مربوط به زى قاعدة حديدية كبيرة محطوط عليها كراسى بيقعد عليها الناس عكس دلوقتى اتحولت لكارو خشبى بيتقعد عليه علطول من غير كراسى .
ويلاحظ بالفيلم تأثر عبد الوهاب بصورة موسيقار الشعب “سيد درويش” وجعله هدفًا لنجاحه وتحقق الأمر وأصبح مطربًا مشهورًا وقام بغناء أغنية “النيل نجاشى — حليوه أسمر” اخر أغنية ألفها الشاعر أحمد بيه شوقى وكانت سبب للظهور الآول للملحن الجميل رياض السنباطى كضيف شرف بالفيلم
— عرض الفيلم بـ 4 ديسمبر 1933 بسينما الأهلى وحقق تألقًا فنيًا
وبداية لظهور الفنان سليمان بك نجيب بعد ما كان قنصل بالسفارة المصرية تحول لدور الباشا فى تقريبًا نص أعماله الفنية واللى كان لايق عليه أوى وكانت بداية ظهور للفنان زكى رستم وكان بدور مدلل ورغم غرابة الدور كان لتأثيره النفسى على رستم فى أن يتجه بادواره لشخصية الرجل الصارم .
وقد تم تصوير معظم أحداث الفيلم فى أحد فيلل فاقوس بنهاية شارع الدروس بالشرقية والتى كانت تبرز ملامح وشخصيات بواسطة عدسات المصور بيرما فيرا والذى استطاع بواسطة عدسته أن يجعل الجمهور يعش تلك اللحظات بالبيئة الريفية ومن المؤكد أنه تم التصوير ما بين مصر وباريس لانه لم يتم انشاء استديو مصر لأخذ المناظر حتى هذا الوقت .
وهذا ما اضافه محمد عبد الوهاب فى فيلمه الثانى مع المطربة نجاه على حبه لفكرة النباتات بوجه عام والتى جعلته ينتقل فى المناظر مع المخرج محمد كريم إلى مابين منطقة المعادى حيث الطبيعية النيلية الخلابة والزهور والتى ساعدته فى الغناء بأغنية يا محلى الحبيب والتى تم تصويرها بأحد فيلل سريات المعادى وقد اشتهر هذا الحى بتصوير معظم افلام السينما المصرية به والذى أدى إلى شهرته حتى الوقت الحالى كما انتقل فى عدسات متلاحقة بالفيلم إلى محافظة المنصورة حيث الطبيعية الخلابة ومحافظة بور سعيد حيث الميناء البحرى الجذاب