يقدم المخرج الاردنى “مراد أبو عيشه” بفيلمه الروائى القصير “تالا فيزيون” واقع الحياة فى الاراضى السورية ابان سيطرة تنظيم داعش وخاصة فى الوقت التى قرر التنظيم بها حرمان الافراد بمشاهدة التلفزيون حتى لا يتم نقل أخبارهم وقطع خيوط التواصل والمعرفه بين الدولة والعالم الخارجي ومن هنا ركز السيناريو تحديدًا على الطفله تالا ورمزية حب الاطفال للانفتاح على المجتمع وخاصة أن السينما لا تمثل إلا وسيله المتعه والاثارة والابتكار والتى تلهم الإنسان العديد من الافكار فى عده مجالات وتفتح لديه أفاق واسعه نحو العالم ففى وسط الظروف العصيبه والحرب نجد تالا تعبر عن نفسها وطفولتها من خلال هذه النافذة الوحيدة لترى عالما بعيدا عن الدمار والخراب، أو ربما لتطرد الوحدة والملل التي تحيط بها من كل جانب، أو ربما لتشعر بأنها تحقق ذاتها من خلال مشاهدة كرة القدم الممنوعة هي من لعبها بسبب ظروف حرب، وربما لأن التلفزيون بالنسبة لتالا ليس فقط هذا الجهاز المكعب الذي يصدر أصواتا ويعرض صورا، وإنما هو كل مشهد يحيط لها من كل جانب.
ففكرة العمل نبعت من قلب قراءه المخرج فى أحدى الايام خبرا في الصحيفة اليومية “داعش منعت مشاهدة التلفزيون بشكل قاطع”، لذا قرر أن يكتب الفيلم وينفذه، ويسلط الضوء من خلاله على واقع الحرب الذي يحرم الأطفال أبسط حقوقهم في الاستمتاع والبهجة.
على خلفية الحرب، يقدم الفيلم قصته، ويجعل من الحرب محفزا لبعض المشاهد، ولكنه أيضا يأتي في وقت وزمن تظهر من خلاله قضايا إنسانية أخرى من المهم أن تضيء عليها السينما، كحق الأطفال في اللعب والتعليم، وتجاهل سلامة المدنيين في الحرب، ولا ينفك الفيلم أن يذكرنا بأنه في الحرب الكل خاسر: صغار وكبار، وكما يظهر في النهاية يبقى المصير هو المجهول؟
نجح العمل فى التعبير عن افكار تالا داخل عالمها الخيالي والهروب من واقعها فى صناعه غرفة صغيرة من أقمشة بالية، حتى تستمتع بآخر ما تبقى لها في هذا العالم: التلفزيون ومشاهدة كرة القدم، ولربما في هذه المساحة الصغيرة، وضعت تالا نفسها داخل جهاز تلفزيون تعيش فيه القصة كما تريد هي، وليس كما يريد تنظيم داعش منها ومن عائلتها ومن كل من يعيشون تحت سيطرته ،نال العمل جائزة أفضل تمثيل وإخراج بمسابقة الفيلم العريي خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى للفيلم القصير فى دورته الرابعه.