(( المخرج محمد بيومى ))
تقرير : مروة السورى
هو رائد السينما المصرية الأول إستطاع أن يكون مخرج وممثل ومنتج ومصور ومؤلف ليستحق لقب الجندى العتيق الذى لم يهزمه اليأس يومًا فى النهوض بصناعه السينما المصرية أنه المخرج “محمد بيومى ”
البداية ..
شارك في تأسيس فرقة وادي النيل مع الفنان بشارة واكيم، ثم سافر إلى إيطاليا ثم النمسا حيث حصل علي دبلوم في التصوير الضوئي و السينما توغرافي من حكومة النمسا و معه معدات ومعمل تصوير سينمائي
بعد تجربتة مع «ستوديو مصر» وانتهائها بالفشل، والسفر لأوروبا لتعلم أساسيات صناعة السينما، حتى بعد ترك السينما لفترة، يعود بيومي لها مرة أخرى ليؤسس صناعة لم تكن معروفة بمصر ويرسخها في وجدان الشباب.
أنشأ أول جريدة سينمائية باسم “جريدة آمون” وكان أول فيلم وثائقي له هو “عودة سعد زغلول من المنفي” يوم 18 سبتمبر عام 1923م، وبنفس العام قدم أول فيلم روائي و هو بعنوان “برسوم يبحث عن وظيفة” والذي قام بتأليفه وإخراجه وتصويره وإنتاجه .
قصة فيلم برسوم
عام (1923) يوثق بروز نجم أول مخرج مصري بالسينما المصرية “محمد بيومــى” بعد أن كان الإجانب هم صانعى السينما المصرية ، قرر “بيومــى” القيام بفيلم “برسوم يبحث عن وظيفة” بعد تعلمه فنون السينما بألمانيا وتكفل بإنتاجه ووصل لمبلغ 100 ج ونظرًا لعدم وجود صناع مصريين للسينما المصرية فى ذات الوقت قام بالتصوير والإخراج، وعمليات الطبع والتحميض وتصميم الديكور والمونتاج .
—- ظهور أول للفنان بشارة واكيم والفنانة اليهودية فيكتوريا كوهين ولأن الفيلم صامت قبل ظهور الاصوات بالأفلام عام 1932 ، كانوا عاملين لافتات مكتوب عليها أحداث الفيلم عشان الجمهور يعرف الفيلم فكرته أية والفيلم كانت فكرته علاقة برسوم المسيحى “عادل حميد” بالشيخ متولى” بشارة واكيم” والمخرج خلال أحداث الفيلم بيحاول نقل الكاميرا وسلط بطريقة رمزية على شعار ثورة 1919 “الهلال مع الصليب” واستبدل الشعار بـ”فليحيا الآرتباط” ، ومن خلال رمزية ظهور صورة مناضل الشعب “سعد زغلول” وفكرة الفيلم قائمة على صراع برسوم والشيخ متولى على الوظيفة لأن كان وقتها مشكلة البطالة فى مصر وفى النهاية الاثنين لم يعملوا
—– ( الفيلم كمان كان دعاية غير مباشرة لصحيفة البلاغ وكان أول صدور ليها فى نفس عام انتاج الفيلم 1923 لـ عبد القادر حمزة وكان هدفها الدفاع عن الوحدة العربية بوجه عام )
الانطلاقه المثيرة ..
بدأ فى أولى قرارته فى إنشاء «معهد السينما» عام 1932، لكي لا يكتفي فقط بصناعة السينما في مصر بل تعليم الشباب الفن السينمائى ،من أجل حماية صناعة السينما بإعداد العامل التكنيكي من أبناء البلاد، يشكل بيومي مجلس إدارة المعهد فيصبح هو رئيس المعهد، ومحمد عبد الكريم سكرتيرًا، وعبد القادر الشناوى وكيلًا.
فى عام 1933 بدأ في تصوير فيلم اعتمد فيه على طلبة المعهد، وهو فيلم «الخطيب نمرة 13»، يقوم بيومي بتصميم وتنفيذ ديكور الفيلم بنفسه، ثم تصوير الفيلم الذي لعبت بطولته ابنته دولت بيومى، ويشارك بيومي في الإخراج وكتابة السيناريو والمونتاج وتمثيل دور صغير في الفيلم.
نشرت الصحف والمجلات اعلانات الفيلم، وذلك لأنه أول فيلم روائي طويل صامت مصري، وذلك لأن عمليات الطبع والتحميض قد تمت على آلات صنعها بيومي بنفسه، وصل طوله إلى ألف وستمائة متر، واستغرق عرضه ساعة.
الأفلام
في 1942 يعمل على تجربة غريبة وجديدة وهي فيلم “الباشكاتب“ الذي قام ببطولته أمين عطا الله وكان الفيلم كوميديا نصفها مصوَّر سينمائيًّا ونصفها الآخر يقدم على المسرح!
لكن محمد بيومي لا يستقر في مكان، ينقل مقر ستديو السينما إلى طنطا، وبعدها بشهور يعود إلى القاهرة، ويؤسس بمعدات أكثر تطورًا ستديو “بيومي فيلم” في 2 شارع جلال باشا “بيومي فيلم فابريقة مصرية لصنع شرايط الصور المتحركة“.. ويستأنف بيومي نشاطه التسجيلي مصورًا جنازة السير لي ستاك، سردار الجيش البريطاني في السودان، الذي أغتيل في 19 نوفمبر 1924..
النهاية ..
بعد نجاح فيلم «الخطيب نمره 13» يتفق بيومي مع أمينه محمد، الراقصة الشهيرة بملهى «الفاليرو» بالإسكندريه، على تصوير وإخراج فيلم لحسابها بعنوان «ليلة في العمر»،ويبدأ العمل في الفيلم في ديسمبر عام 1933، ويشارك الممثل الكوميدي أحمد فريد، أمينه محمد في بطوله الفيلم، إلا أن الراقصة الشهيرة وبعد الانتهاء من الفيلم الذي استغرق عرضه عشرين دقيقة، ووصلت تكاليف إنتاجه إلى سته وأربعين جنيهًا وسبعه عشر قرشًا وخمسة مليمات، لا تعطى بيومي باقى التكاليف المتفق عليها لإنتاج الفيلم على الرغم من تعهدها بذلك، ويضطر إلى إغلاق صفحة أخرى دخلها من أجل السينما فينتهى «المعهد المصري للسينما» والتى تسببت فى اغلاقه لينتهى عهده
ويبدأ العهد الجديد له مع وزير الثقافة الاسبق ثروت عكاشة عام 1956 .
الثائر المثير ..
يتصل بيومي باللواء محمد نجيب، ويعلن تأييده لثورة يوليو 52، كان نجيب يسمع عن بيومي وقال له في إحدى اللقاءات “لقد كنا نقول في السودان لولا محمد بيومي للبسنا العمامة“.. وتتكرر اللقاءات، ويعده نجيب بإعادة كل حقوقه إليه وتكريمه، لكن محمد نجيب نفسه لم يبق في السلطة لتنفيذ أي شيء مما وعد به أحدًا.. وتتوالى أحلام بيومي فيبدأ في التخطيط لمشروع إقامة مصنع للفيلم الخام والكيماويات والعدسات، ويخاطب وزارة التجارة والصناعة بهذا الخصوص، وترحب الوزارة لكنها لا تفعل سوى الترحيب..
في 1956 كان بيومي في الستين من عمره، لكنه ما يزال شابًا راغبًا في السفر والتعلم والحياة، وللمرة الأخيرة يسافر إلى فيينا لزيارة مصنع زايس للعدسات، ثم يتجه إلى فرانكفورت لدراسة التصوير الملون في مصانع شركة أدوكس.. وبعد فترة يصبح قادرًا على ممارسة التصوير بالألوان وتحميض وطبع الصور بنفسه. ليعود وقد حدث العدوان الثلاثي فيبادر بالتطوع في الجيش..