(أمل رمسيس والناقدة ماجدة خير الله )
تقرير : مروة السوري
ناقشت المخرجة أمل رمسيس عقب عرض فيلمها ” تأتون من بعيد” بمركز الثقافة السينمائية والذى تحدثت خلاله على أن الفكرة كانت فى بدايتها خلال عام 2003 عدم قرأت مقاله صغيرة عن الحرب الأهلية الإسبانية والذى شارك خلالها العديد من العرب ومنهم مصر للدفاع عنها ضد القوات الفرنسية .
ومن ثم قررت خوض رحلة بحث طويلة للتعرف أكثر عن الحرب، وتعثر بين حكايات آلاف على قصة إنسانية تتحدث من خلالها عن هذه الفترة المهمة.
وأشارت “أمل” أن ارتباطها بالقصة كانت منذ الحرب على العراق 2003 والتى أكدت على أن تلك الحالة التى عاشتها العراق هى نموذج متكرر لحروب عدة حدثت خلال الاعوام السابقه وهذا كان سببًا فى جعلها تبدأ فى أول مشهد بالفيلم بمشهد دخول جيوش الاحتلال على العراق وتطور الانفجارات .
وترى أن فكرة القصف على مدريد تشبه لحد كبير فكرة القصف على العراق وكان ليس لديها أرشيف حقيقى يمكن أن تقدمه فى بدء الأمر لذا قررت دمج الحرب على العراق لرؤيتها أن الحروب تتشابه فى نتائجها واسبابها وأعراضها الجانبية .
فيحكي “تأتون من بعيد” عن أخوة لا يتحدثون نفس اللغة، اجتمع شملهم بعد سنوات من الفراق والمعاناة. فقد انحاز الوالدان لأفكارهما ومبادئهما الشيوعية، في وقت شهد فيه العالم الكثير من الاضطرابات؛ بداية من الحرب الأهلية الإسبانية، مرورا بالحرب العالمية الثانية، وبعدها النكبة الفلسطينية، ثم الحرب الأهلية اللبنانية. ولكن الثمن كان غاليا، فلم يقتصر سجنهم فقط ، و وإنما الحرمان من رؤية الابنة الكبرى لسنوات طويلة “دوليتاشكا” ونشأتها بعيدا عن أبويها وشقيقيها “هند وسعيد” في ملجأ روسي .
وأشارت “أمل” إلى أنها تعلقت بهذه العائلة، لأن الأب نجاتي صدقي فلسطينى الاصل ، يذكرها بوالدها الذي كان شيوعيا أيضًا، وظل متمسكا بمبادئه إلى النهاية. أضافت: “شعرت بأنني أقدم تكريما إلى والدي”.
وحول توصلها إلى الابنة الكبرى، التي تعتبر الشخصية الرئيسية في الفيلم، أوضحت أنها عرفت عنها بالصدفة من خلال حديث شقيقتها الصغرى. وقد فوجئت بذاكرتها القوية عندما سافرت إلى روسيا للحديث معها، حيث تمتلك ذاكرة بصرية مذهلة، رغم تقدمها في العمر، مكنتها من سرد الكثير من التفاصيل، بعضها لم تكن حاضرة أثناء وقوعه.والتى أحضرت لها الالبوم الخاص بالعائله لانها كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل معها لحظة اغترابها عن عائلتها .
وقد اعتبرت نهاية الفيلم من أصدق النهايات الدرامية لان الاخوة بالفعل كانوا لم يروا بعضهم البعض منذ 20 عام الأمر الذى جعل المشهد صادقًا فى لحظات الفرح والبكاء ، مشيرة المخرجة إلى أن لحظة حصولها على تكلفة العمل أدى الأمر لرغبتها فى اسعاد تلك العائلة لان شاءت الاقدار أن تتوفى الاخت الكبرى بعد عام من اللقاء واذا لم يكن وقع اللقاء كانت سيكون الالم أشد الالم على الجميع وقد اشارت الاخت الكبرى خلال حديثها فى نهاية الفيلم أنها تتمنى أن يطير رمادها إلى فلسطين لحظة وفاتها .
جدير بالذكر أن المخرجة أمل رمسيس حصلت على فيلم تأتون من بعيد على جائزتين فى حفل ختام مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة بدورته الـ21.
وحصد الفيلم على جائزة لجنة اتحاد نقاد السينما الإفريقية، كما حصد جائزة النقاد الفيبريسى والذى تقدم لأول مره ضمن مهرجان الإسماعيلية.
(محررة الموقع مع مخرجة العمل)