تقرير : مروة السوري
بالعودة لتاريخ العروض السينمائية وخاصة بأفلام حقبة الثلاثينات والتى شكلت فترة هامة فى تاريخ الحياة الفنية بوجه عام و أثرت على خارطة المجتمع المصري ، لما تميزت تلك الأعمال باهتمامها بالوعى الإنسانى وعرض القصص الأقرب إلى الواقعية رغم قله الأمكانيات وبساطتها ولكن خاض صناعها مواجهه حيوية اكسبت لديهم الفرصه لأن يقوموا بطرح أبرز التجارب السينمائية ، ففى مثل هذا اليوم عرض لأول مرة فيلم “زينب” إنتاج عام 1930 فى 9 أبريل ، إخراج محمد كريم وتأليف محمد حسين هيكل تمثيل بهيجة حافظ ، زكى رستم ، سراج منير ، دولت أبيض ، عبد الوارث عسر ، حسين عسر ، علوية جميل وغيرهم تصوير محمد عبد العظيم مهندس المناظر الفنان يوسف وهبى .
ومن أبرز كواليس الفيلم
العقبة الأولى التي صادفت محمد كريم هى إيجاد البطلة المناسبة، ولكنه استطاع إقناع بهيجة حافظ، ابنة إسماعيل باشا محمد حافظ، أحد كبار باشوات مصر، حيث تلقت ثقافتها بين مدرستي الفرنسيسكان الايطالية، والميردي دييه الفرنسية بالاسكندرية، وحصلت على دبلوم في الموسيقى من باريس، بالقيام بالدور الأول أمام سراج منير بدلا من يوسف وهبي لانشغاله بالعمل المسرحى .
ودارت الكاميرا بواسطة محمد عبد العظيم في “كفر غنام” في صعيد مصر واستغرق التصوير أكثر من سنة ونصف وبلغت تكاليف إنتاجه ألفي جنيه مصري، ولم يتقاضَ محمد كريم مليما واحدا، فقد عمل طوال هذه المدة بلا مقابل. و
لم تقدم بهيجة حافظ بطولة الفيلم فقط ، الذي صور جزء طويل منه بالألوان الطبيعية، بحيث رسمت على الفيلم باليد في باريس، بل وقامت أيضا بوضع الموسيقى التصويرية التي سجلت على الاسطوانات، كما صممت الأزياء الخاصة بها، وأيضا شاركت في ترجمة الحوار العربي الى الفرنسية، وقد تقاضت مقابل كل ذلك راتبا شهريا قدره خمسة وعشرون جنيها مصريا.
ونجح الفيلم عند 1930 في سينما متروبول بالقاهرة، نجاحا كبيرا، وكتبت عنه أغلب الصحف والمجلات، ومنها الأهرام والبلاغ والمقطم، والمصور وغيرها.
وعلى الرغم من أن فيلم «زينب» كان فيلما رائدا، حقق اللقاء الأول بين الأدب والسينما، بتقديم عمل أدبي رائد على الشاشة السينمائية، وهي ما زالت ناشئة تحبو في عامها الثالث، فانه أيضا يعد أول فيلم مصري لحما ودما، والسبب أنه مأخوذ عن الرواية الأولى في الأدب العربي التي كتبها الدكتور محمد حسين هيكل باشا، كما أن منتجه يوسف وهبي مصري ومخرجه محمد كريم مصري .
كما قدم كريم فيلم «زينب» على الشاشة مرتين، الأولى في فيلم صامت عام 1930، والثانية في فيلم ناطق عام 1952ويصنفه النقاد بأنه أحد الافلام الهامة التى قدمتها السينما المصرية .