تقرير : مروة السورى
نال الفيلم التسجيلى القصير “سيدة الذاكرة” للمخرج مصطفى النبيه جائزة لجنه التحكيم بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة بالمهرجان المصري الأمريكى للسينما والفنون فى دورته الثالثة برئاسة الكاتب صفوت يوسف ، كما عرض فى أسبوع الافلام الفائزة للمهرجان بدولة مصر بقصر السينما ، تدور أحداث الفيلم حول إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية من خلال الحديث عن سيدة تدعى “أمل أبو عمارة” تعيش فى فلسطين منذ عهد النكبه كما عاشت عهد نكسة 1967 ومثلها مثل العديد من الفلسطنيين هجرت من أرضها بمدينة يافا لتأتى مع عائلتها إلى مخيم قنطرة شرق القاهرة ثم إلى مخيم المغازى ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة طويلة من المعاناه ولكن رغم ذلك ترى أن تلك التجربة على قدر قسوتها عليها وعلى اسرتها المكونه من 12 فرد وغيرهم من الفلسطنيين ولكنها ساهمت فى أنبات بذور الصبر والتحدى والصمود فى التحلى بالعلم والثقافة والوعى ، وانتقلت فيما بعد إلى غزة بالمرحلة الاعدادية وعشقت اللغة العربية ومتابعه القراءات الادبية وبدأت فى تحسين مجموعها وتعد هذه المرحلة هى المرحلة الفارقة بحياتها فقد بدأت ان تدرك أهمية العلم بالنسبة للإنسان وخاصة المرأة لانها تلعب بدورها دورًا توجيهيا فى تشكيل وعى جيل كامل ليس فقط للفلسطنيين بل للعالم وايضا ظهر عشقها لمجال اللغه العربية ومادة علم النفس فى المرحلة الثانوية وبالمرحلة الجامعية اشتركت فى أنشطة خاصة بنادى الوافدين بكلية التجارة جامعة عين شمس وفى اتحاد الطلاب الفلسطيين ، ساهم ذلك فى تغيير وجهه نظرها نحو المجتمعات التى صارت تردد ىبداخلها بأنهم لن يهزمون فهم أمام حرب إرادات وعزيمة وعقل يفكر بشكل مستمر نحو تحقيق هدف الحصول على إنسانيتهم مهما كلفهم الأمر فهى تدرك ان الانسان يفنى اذا فقد هويته فهم حتى الان أصحاب الهوية وأصحاب الأرض ولا يزالون يلممون شتات هويتهم من خلاص الرقص والغناء والالتزام بالثوب الفلسطيني للسيدات يسيرون به فى المدن والعالم يرقصون به ويهتفون بكل ما بداخلهم رموزًا يخلدها التاريخ رموزًا علمت العالم كله قيم الصبر والتحدى ، فهى ترى ان الام حين يولد أطفالهم تبدأ تطبع بداخلهم جزءًا ما من تراثها وهويتها واغانيها التى تردت فى الاذان وتعزف على أوتار الأحلام والاغانى الخاصة بالطبيعة والحياة ، وهبت ريح السعادة بالنسبة لها حين صدر الامر بالعودة إلى غزة رغم رغبتها فى العودة إلى موطنها يافا ولكن بالنسبة لها كانت تريد أن تعود إلى الوطن بشكل عام ثم عملت بمسرح الطفل وبدأت فى تشكيل الفرق الشعبية للأطفال ولكن كان يصادفها حلول العدوان أو الغارات التى تشتت شمل الفرقة ، ثم عملت فى مجال خدمة المجتمع بمحافظة غزة وقامت ببرنامج سلسله الحياة فهى تؤمن بإن الإنسان أهم أرث فى الكون لذا أهتمت بتوعية الاطفال بأهمية الهوية بالنسبة له وأهمية الموروث الثقافى وايضا بدأت تنغمر معهم فى أحلامهم وساعدتهم كثيرًا لأن يصبحون أكثر وعيًا وخاصة حين شاركتهم أحلامهم الورقية بصناعه الطيرات الورق وهى تحمل شعار العلم الفلسطيني ، كما اطلقت مخيم الصمود فى مدرستها القديمة بمدرسة الزيتون الابتدائية واخذت الاطفال من كل الاماكن من بيت حانون والشذاعية قاموا من خلالها عبر الرسومات على الحائط بالتعبير عن كل ما بداخلهم ، فهى تعد نموذجا للمراة الصامدة والذى حاول العمل أن يبرزها فى أكثر من لقطات سؤاء أثناء السير فى الشوارع الفلسطنية أو من خلال توثيقها للأغانى الشعبية الفلسطنية ” فمن يزرع الحب لابد وأن يحصد حياة” ، العمل يعد نموذجا رائعًا للعمل التوثيقي الذى يلمس الوجدان لصدق مشاعره الإنسانية حول قضية تعد الأن من أهم القضيه الإنسانية التى تلامست مشاعرها مع كافة الاشخاص على وجه الأرض والتى ساهمت فى تغيير وجهه نظرهم نحو الأمور والحياة بمعدل 180 درجة ، العمل تعليق صوتى خوله الخالدى ، تصوير نبيل أبو ديه ، مونتاج اياد القرشلى ، موسيقى جبر الحاجة ، إنتاج وحدة الافلام الوثائقية والسينما فى فلسطين .