المخرج على عبد الخالق خلال الندوة
تقرير : مروة السوري
عدسة : د.أحمد عبد الصبور
تحدث المخرج القدير ” على عبد الخالق” فى لقاء مفتوح إداره الناقد “طارق مرسى” بـ”قصر السينما” للفنان تامر عبد المنعم عن كواليس القيام بأولى أعماله السينمائية بفيلم “أغنية على الممر” والذى يعد من أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية حيث يحتل المركز الـ 66 ، حيث يعتبر أن هزيمة 1967 كانت هزيمة قاسية على الشعب المصري وكانت بمثابة الصدمة بالنسبة للجيل الواعد وخاصة جيل محبى السينما المصرية والتى كانت السينما بالنسبه له ملاذ الهروب من الواقع والدخول لبوابة الحلم والخيال الذى يصل إلى محاور متعددة ابرزها الرغبة فى جعل الدراما السينمائية المصرية من أهم المراجع التى يعود إليها المشاهدين وتصبح لحظتها مرآة لواقعه أو أقرب إليها وكانت بهذه الفترة لأول مرة خروج مظاهرات ضد الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” وقاموا الشباب الجامعى بعمل شكل الكحكة متشابكين لمناهضة فكرة الرضوح للهزيمة ، وفى هذه المرحلة استلهم المخرج عبى عبد الخالق أولى أعماله الإخراجية التسجيلية “السويس مدينتى” وقام بتصويرها على الجبهة (خط المواجهة مع العدو) بالسويس وشعر من خلالها بحالة الضباط والجنود وأمتلىء بحماس العمل والتضحية والوصول لعامل فنى متميز يقدم دور الجنود فى هذا التوقيت ، إلا أن جاءه المؤلف على سالم والذى قدم مسرحية “أغنية على الممر” شعر من خلالها بأنها تمثل الصورة الحقيقة لهذه المرحلة وخاصة أن المؤلف كان شقيقه مجند واستشهد وقام “على سالم” بكتابة أحداث القصة بعد الوفاة بأيام قليلة وكان تجسد احساسه القوى الشجى ويعتبر من أوائل الافلام التى تحدثت عن تقنية الحرب وكان الاخراج فى هذه الفترة من أصعب الفترات وخاصة أن خريجى معهد السينما والتمثيب كانوا دائمى البحث على حدوى لتدريبهم مع كبار المخرجين دون العمل على الاخراج الفردى فى بدء الأمر كمثل ما يحدث الان فى سرعة الإخراج والتصوير .. ألخ .
مع الناقد السينمائى “طارق مرسى”
البداية ..
مشيرًا أن فى هذه المرحلة كانت نقطة انطلاق لإنشاء “جماعة السينما الجديدة” والذى يعتبر المخرج على عبد الخالق والمخرج رأفت المهيي أول مؤسسى هذه الجماعة ويأتى معهم قاسم حول، وصلاح ذهني، وسمير ذكري، ونبيل المالح، وعمر أميرلاي، وقيس الزبيدي، وفيصل الياسري، وخالد الصديق، وبرهان علوية، ، وغالب شعث، وأحمد متولي، وعادل منير، وفايز غالي، وفؤاد التهامي، وأحمد قاسم، ومحمد راضي، ونبيهة لطفي، وداوود عبدالسيد، وخيري بشارة، وهاشم النحاس، ومحمد كامل القليوبي، ويسري نصرالله، وصبحي شفيق، وصلاح التهامي، وعبدالقادر التلمساني، وحسام علي، وشادي عبدالسلام، وسمير عوف، وصلاح مرعي، وأنسي أبوسيف، وسعيد مرزوق، وعطيات الأبنودي، ومدكور ثابت، وممدوح شكري وغيرهم.
وهم خريجى الدفعات الأولى للمعهد العالى للسينما، والذين أرادوا أن يحققوا سينما مغايرة تعبر عن هموم الوطن والمواطن بلغة فنية جديدة تستفيد من إنجازات السينما فى كل دول العالم خاصة الإيطالية والفرنسية، وقد أسست الجماعة عام 1968 من أجل المساهمة فنيًا وسينمائيًا .
الناقد الأمير أباظة خلال مشاركته بالندوة
كواليس أغنية على الممر
وكان حلم هذه الجماعة القيام بسينما متطورة سابقة لعصرها مختلفة تناقش قضايا المجتمع ولكن كانت الاوضاع متعثرة فى بداية القيام بمشروع الفيلم وخاصة مع تعسف الجهات المختصة فى أخذ تصريح تصويره والقيام بقصته وكان فى هذا التوقيت نشاط الجماعة ثقافى وكانت فى البداية تقوم بأسابيع الافلام العالمية والعربية لعشاق السينما بوجه عام وتم الاتفاق مع الهيئات القطاع الخاص على التعامل مع الفيلم بدون اعطاء أموال له ولكن يسمح بتناول قصته للجمهور وفى النهاية تمت الموافقة على انتاج الفيلم وتصويره وكانت ميزانية الفيلم حوالى 17 ألف جنيه وتأجير المعدادت العسكرية والالات الدبابات 4 ألف جنيه وانطلق عرض الفيلم فى سينما ريبولى وحضره الفريق صادق وزير الحربية الأسبق وسيد مرعى رئيس مجلس الشعب ورغم أن الوزير كان يريد أن يذهب لارتباطه بموعد رسمى تابع للوزارة ولكنه ظل يشاهد الفيلم حتى نهايته وأطلق كلمته قبل الذهاب “الفيلم منضبط عسكريًا” وقال لحظتها له المخرج “على عبد الخالق” بأنه يريد أن يقوم الجيش بشراء نسخ للفيلم لسهولة توزيعه ومتابعة الجمهور له كذلك شراء حفالات عرضه وبهذه الطريقة حقق الفيلم إيرادات عالية وقتها وظل علامة مميزة تشير إلى احداث النكسة والصدام وإثارة المشاعر الإنسانية ومع اللقطة الأولى فى الفيلم نقرأ هذا الإهداء «إلى كل الرجال الذين دافعوا عن أرض الوطن واستشهدوا»، ثم نطالع تاريخ أحداث الفيلم 7 يونيو 1967، أى بعد اندلاع المعارك بيومين اثنين فقط.. وتتوالى المقدمة هكذا «المؤسسة المصرية العامة للسينما تقدم فيلمًا من إنتاج جماعة السينما الجديدة.. أغنية على الممر عن مسرحية على سالم» ، كتب السيناريو والحوار مصطفى محرم، بطولة الفنان محمود مرسى، صلاح قابيل ، محمود ياسين ، صلاح السعدنى، أحمد مرعى، هالة فاخر، راوية عاشور، موسيقى تصويرية وألحان الفنان حسن نشأت، وكلمات الأغنية للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ، وتخطى الفيلم فى عرضه ست أسابيع “كامل العدد” .
تكريم الفنان “تامر عبد المنعم” لـ “المخرج “على عبد الخالق” بـ قصر السينما
— من المثير للمخرج “على عبد الخالق” دهشته بأنه بمجرد مشاركة الفيلم فى إى مهرجان فنى سينمائى يحصد جوائز وكان يرى فى بدء الأمر أن الفيلم لم يحمل اعجازًا فنيا وفى لحظات عرضه عربيًا وعالميًا كان العديد يندهشون بأن هناك فيلم مصري يجسد حالة الصراع العربي الاسرائيلى بهذه الحالة ولكنه بمرور الوقت وعند متابعته للفيلم مرات أخرى كان دائما البكاء واكتشف ان الفيلم كان نقطة مؤثرة فى تاريخه السينمائى رغم تقديمه لأفلام أخرى ليس لها علاقة بالشأن العسكرى ، وكان من اصعب المشاهد بالفيلم هو المشاهد الحوارية المتعلقة بالفنان القدير محمود مرسى والذى طالب من خلالها المخرج بأن يجعل “مرسى يرتجل فى احداث الفيلم وخاصة مع الفنان أحمد مرعى والذى كتبه بنفسه “مرسى” وقام على بالتصوير على هذا النحو .
— وحول تفاصيل الأغنية التى كتبها الابنودى فكان قد كتب حوالى 10 أغانى للفيلم ولكن تم اختيار افضلهم ملائمة للفيلم “وتعيشى يا ضحكة مصر” وعلى قدر بساطة الاغنية ولكنها هزت مشاعر الكثير وكان ابرزهم المخرج القدير الراحل “توفيق صالح” .
مع الناقد السينمائى الأمير أباظة والمخرج أشرف أبو النجا بمتحف قصر السينما
تحولات ..
— وكان من المقرر قيام المخرج “على عبد الخالق” بإخراج فيلم “زائر الفجر” والذى اخرجه فيما بعد المخرج ممدوح شكرى ولكنه كان فى هذه الفترة متوقف عن العمل الفنى لإعتقاد الجهات المختصة أنه ضد النظام العسكرى وخاصة فى عام 1971 وعضويته بالاتحاد الاشتراكى ولكنه لم يكن له اى انتماءات عسكرية أو سياسية بوجه عام وكان غير مسموح له لحظتها بالسفر ولكنه استطاع السفر لمهرجان بغداد السينمائى وقابل مدير عام المؤسسة المصرية للسينما والإذاعة وقام بتوجيه طلب له للعمل معهم كرئيس قسم الأفلام التسجيلية القصيرة وعمل فيلم روائى فى السنة مقابل مبلغ مادى عالى ، لم يكن فى ذهن عبد الخالق هذه الخطوات و مع تشكيل وزارة الثقافة والإعلام فى مصر وكان وزيرها الدكتور يوسف السباعى ونزل إلى القاهرة لحظتها واتجه إلى هذه الوزارة وطلب مقابلته وبالفعل حدث اللقاء الذى غير حياته بالفعل والذى كان مؤمن بموهوبة على الفنية وخاصة بعد مشاهدته لفيلم أغنية على الممر وقال له نصًا ” سأقدم طلب للرئيس السادات من رفع أسمك من كشوفات التوقف ولو رفض سأقدم استقالتى” استعجب وشعر على بشعور الفرحة الممزوجة بالبكاء فلن يكن بينهم صلة معرفة لهذه الحماسة والتشجيع والدفاع ولكنه شكل وزير ثقافة فى هذا التوقيت وقام بالحديث مع عبد الله السحار لأمضاء عقد عمل رغم أنه لم يتحدث للرئيس فى ذلك الوقت ولكنه جاذف من أجل الإيمان بموهوبته وقام بإمضاء ثلاث عقود عمل لأفلام تسجيلية وبسبب هذا الموقف كان على يقرر القيام بثلاثية عن الحرب وقام بتحضير فيلم للكاتب مصطفى بركات وإنتاج المؤسسة المصرية ومنتج منفذ صلاح ذو الفقار ولكنه قوبل بالرفض بإجماع الاراء وذهب ليوسف السباعى مرة أخرى والذى قام بالموافقة على انتاج الفيلم على مسئوليته وكان فكرة الفيلم عن ثلاث جنود مقيمين على الجبهة نزلوا إجازة وجدوا القاهرة منفصلة تماما عن الجبهة وتتطور الاحداث ولكن توقف المشروع مرة أخرى بعد قيام حرب أكتوبر 1973 وانتقال حالة المصريين من الحزن إلى الفرح ومنذ هذه اللحظة قرر عبد الخالق عدم القيام بفيلم يعبر عن مرحلة معينة ثم تعاون مرة أخرى مع السيناريست مصطفى محرم والمصور سعيد شيمى بفيلم “بيت بلا حنان” وكانت ميزانيته 30 ألف جنيه وعاد للحديث مع يوسف السباعى مرة أخرى وقد ساعده من خلال تمويل الفيلم بـ 3 ألف جنيه لتعويض اى تعطيلات بالعمل وانطلق الفيلم ولكنه لم يحقق النجاح المطلوب .
— “هدف إسرائيلى” !!
قام المخرج على عبد الخالق بحوالى 7 أفلام عن الصراع العربي الاسرائيلى ويعتبر هذا الرقم كبير بالنسبه لمخرج عربي وفى لحظات تجلى قال له أحد مسئولى الأجهزة الأمنية بأن جريدة ” يديعوت أحرونوت ” الجريدة الرسمية في إسرائيل كتبت مقالا في الصفحة الأولي بعنوان ” علي عبد الخالق أكثر المخرجين العرب كراهيةً لإسرائيل ” وتلك الأمر كانت من أكثر الامور سعادة بالنسبه له وخاصة مع فيلمى “إعدام ميت” و”بئر الخيانة” و”يوم الكرامة” وغيرهم .
— من أقوى اعماله ..
” العار ، السادة المرتشون ، الحب وحده لا يكفى ، الكيف ، إعدام ميت ، شادر السمك ، أربعة فى مهمة رسمية ، جرى الوحوش ، الحقونا ، بئر الخيانة ، البيضة والحجر ، المزاج ، اغتصاب ، النمس ، يوم الكرامة ،الوحل ، ((ظاظا )) أقوى فيلم كوميدى سياسى وغيرهم
تصوير : أيمن صفوت
محررة الموقع مع المخرج على عبد الخالق عقب الندوة