تقرير : مروة السوري
بعد أن تألق عرض فيلم “أمير البهجة” للمخرج “حسين بكر” إنتاج ستديو بكر خلال فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط الذى إقيم مؤخرًا كذلك خلال فعاليات المدرسة العربية للسينما والتلفزيون ، عرض خلال فعاليات السينما المستقلة التابعة للمركز القومى للسينما بسينما الهناجر وأدار الندوة الناقد أحمد النبوى.
وأكد مخرج ومصورالفيلم الدكتور “حسين بكر” فى تصريحات صحفية أنه رغم أن عمله الاساسى هو مدير تصوير ومدرس التصوير بمعهد السينما إلا أنه أراد أن يتجه إلى الإخراج وذلك لعشقه لتخليد تراثيات الزمن الجميل ورأى أن معظم مطربي الغناء تم تخليد ذكراهم من خلال أعمال درامية فأراد الحديث عن المطرب “محمد فوزى” والذى رأى أنه من أجمل ما تركوا أغانى وألحان أصيله باقية حتى الأن وكانت الفكرة قد بدأت خلال عام 2012 وحاول الوصول إلى الفنانة مديحة يسرى الزوجة السابقة لـ”محمد فوزى” ولكن لظروفها الصحية تعثر اللقاء ومن قبيل المصادفة استطاع لحظتها أن يقوم بتصوير الجزء الأول من الفيلم مع الملحن الكبير عمار الشريعى والذى وافقته المنية بعد التسجيل بثلاث شهور ثم تحدث مع عازفة الفلوت الدكتورة رانيا يحيى والتى رحبت بشكل كبير بالظهور فى الفيلم وكانت سببًا فى التعارف على باقى مصادر الفيلم للظهور به بشكل مشرف وتدور أحداث الفيلم حول رؤية تسجيلية تضم أبرز الصور النادرة عن الطفل الكبير الفنان “محمد فوزى” ومجموعة من أجمل أغانيه المقربة للجمهور ، كما يضم الفيلم شهادة نقدية لعدد من النقاد الموسيقيين والفنانيين والذى كان لهم حظ فى اكتساب خبرتهم الفنية خلال دراسة تحليلة لـ فن وألحان “محمد فوزى” والتى ظلت راسخة حتى الوقت الحالى ، وظهور خاص لنجله الأستاذ منير محمد فوزى خلال أحداث الفيلم ، مضيفًا أن الصور الفوتوغرافية التى ظهرت فى الفيلم من أرشيف والده المصور محمد بكر ، كما وجه الشكر إلى فريق عمل الفيلم السينمائيين وخص بالذكر المخرج سامى محمد على وهو القائم بأعمال مونتاج الفيلم وايضا محمود طلعت القائم بالمكساج والإعداد الموسيقى للفيلم ومصحح الألوان هانى حليم وغيرهم .
وتبدأ أحداث الفيلم بأرق معزوفة لحنية قام بها الفنان “محمد فوزى” وهو لحن أغنية “طير بنتا يا قلبى” خلال أحداث فيلم “دايما معاك” مع سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة” وانتقلت الأحداث لتروى بأنه فنان وملحن سابق عصره ومن أولى من ساهم فى إنشاء شركة أسطوانات للصوتيات والمرئيات ، كذلك عمل على تحويل معظم أفلامه من الأبيض والأسود إلى الألوان وكان أشهرهم فيلم “نهاية قصة” وفيلم “الحب فى خطر” .
وأكد المخرج سمير سيف خلال أحداث الفيلم أنه رغم أن الحانه “فوزى” تحمل طابع ترجيدى بشكل بسيط ولكنها بإستطاعتها أن تثير روح البهجة فى لحظات كثيرة لذا فهو بالفعل “أمير البهجة” والذى عمل عاكفًا على أن يعطى لفنه الكثير منذ أن تعاون مع الماكيير والمخرج”حلمى رفله” فى أولى أعماله الإخراجية بفيلم “العقل فى إجازة” وكانت مغامرة بكل المقاييس لأنه الإنتاج الأول لـ”فوزى” وظهور وجه جديد الفنانة “شادية” وهو مكتشفها الأول والذى غامر فى أن تقد عدة أغانى أمامه واقتناعه بموهبتها الفنية المميزة وهو صانع شخصيتها الغنائية وتعتبر الأفلام هى الوسيلة الوحيدة التى ساهمن فى سهولة توصيل ألحان المطربين ومن هنا كانت السينما فى غاية الأهمية بالنسبة للمطرب محمد فوزى ، كما أن شخصية “رفله” الإخراجية هى الأقرب لطباع فوزى حيث إخرج له 14 فيلم كما أن “رفله” يتميز بالبساطة وعدم الادعاء وروح البهجة وخفة الظل التى ربطت خيوط التفاهم بينه وبين فوزى فهو خط لنفسه خط موسيقى مختلف على الأذن .
وعلق نجله الأستاذ “منير فوزى” بأنه والده كان فنان شامل فهو ممثل وملحن ومطرب ومنتج وحياة عملية وبالتالى ظل حتى الأن بفنه الراقي ، كان “فوزى” دائم الرغبة فى التلحين لأم كلثوم ولكن حينما شعر أن الاجدر باللحن هو الملحن “بليغ حمدى” قدمه لها ليبدأ معها مشواره الفنى وهذا يثبت مدى إخلاقيه المهنة التى كان يتمتع بها فوزى
وأضافت عازفة الفلوت د .”رانيا يحيى” بأن التراث الموسيقى الذى تركه “فوزى” يختلف كثيرًا عن كافة الألحان الفنية الأخرى حيث وصفته بـ”المبتكر الفنى” ودرس بمعهد الموسيقى العربية الأصول الموسيقية الأصيله وتعليم كيفية عمل المعزوفات على الطرب الأصيل وأنه مع مرور عام 2018 تم الاحتفال بمئوية المطرب محمد فوزى والذى ولد عام 1918م ، كما أنه قدم موسيقى للأفلام تبرز مدى تفوقه الفنى والعمل السينمائى ففى فيلم “من أين لك هذا” استخدم خلاله الموسيقى الجاز فبالفعل نرى أن هناك تنوع وثراء فى استخدام الالات الموسيقية الشرقية والروح الفطرية الغربية بشكل يخدم السياق الدرامى بالفيلم وبحرفية ودراما ، كما قام بعمل النشيد الوطنى الجزائرى من كلمات الشاعر وجدى زكريا واستطاع وضع ألحانه بمهرة عالية رغم صعوبته خلال ساعتين من الزمن ويدل ذلك على ثرائه الفنى وظل النشيد حتى الأن كما هو لم يتغير، كما تعتبر من أجمل اغنية الدينية أغنية “ياللى زرت البيت” وأغنية “لبيك أن الحمد لك ” والتى تحمل الاحساس الشرقي الأصيل ، كما أن اغنيتى “ذهب الليل” “ماما زمانها جاية” واحدة من أجمل الأغانى التى ظلت فى وجدان الأطفال حتى الأن .
وقال الناقد السينمائى “إمام عمر” ” بأن فوزى منذ صغره وهو عاشق الغناء وقد اكتشفه زملائه بالمدرسة حين كان يغنى لموسيقار الإجيال “محمد عبد الوهاب” بالمدرسة ، كما لحن أحد قصائد اللغة العربية بالمقرر الدراسى لسهولة حفظها سريعًا وكانت مفاجأة لمدرس اللغة العربية والتاريخ والذى كان مسئولاً عن كورال المدرسة فشجعه على الانضمام للفرقة المدرسية ليبدأ مشواره الفنى ، ومن الجميل أن “فوزى” كان من المغرمين بألحان عبد الوهاب لدرجة أنه غنى أغنيته “خايف أقول اللى فى قلبى” فى أحد الأذاعات بالسودان والذى لا يكاد التفريق بين الصوتين ، وكان عاشقًا للدويتو الغنائى حيث كانت فيلم “العقل فى إجازة” مع المطربة شادية كانت إنطلاقه مختلفة للسينما فى هذه الفترة وبداية خاصة للمخرج حلمى رفله فى عمل الكليب السينمائى السابق لعصره ، كما أن تجربته الفنية مع زوجته الفنانة مديحة يسرى يعتبرها تجربة مميزة وأنها كانت تميمة حظ له وخاصة أن كل أفلامهم الثنائية نالت اعجاب الجمهور وانتقل “عمر” فى حديثه إلى جدال اغنية يا مصطفي يا مصطفي والذى شكك خلالها الفنان “محمد الكحلاوى” بأن تلك الأغنية مقتبسة من أغنيتين له ولكن تم الاثبات فيما بعد بأها اغنيته .
وأشار أحمد إبراهيم مطرب موسيقى بأن فوزى خلال مرحلة المراهقة ألتقى بمصطفى العقاد عازف العود الشهير وشجعه على النزول إلى مصر وينضم إلى معهد الموسيقى العربية وأنضم بالفعل إلى القسم الحر، ثم عمل فى مجموعة من الفرق الموسيقية المسرحية كأمثل فاطمة رشدى وعزيز عيد وفرقة بديعه مصابنى وهذه الفترة التى عمل فيها أن تنوع ثقافته الموسيقية أعطى له طابعًا خاص فى الألحان والتمثيل السابق عصره ، فهو لديه خلفية موسيقة بمواطن الجمال الفنى .
وأكد على ذلك المؤرخ السينمائى أشرف غريب أن الفترة التى عمل فوزى بها فى مسرح بديعه مصابنى كانت من أهم الفترات الفنية فى حياة فوزى حيث يغنى معظم المونولوجات ويلحنها كبدايته فى التلحين وكان هناك أحد استعراضات الفنانة تحية كاريوكا وطلبت منه بديعه أن يغنى على أحد رقصاتها ومن هنا بدأ صيت فوزى فى الانطلاقه الفنية بعد أن أشاد الجمهور بإدائه الفنى ولكن لم يستمر طويلاً مع فرقة بديعه حيث جاءته فرصة فى مسرح الموسيقى والتمثيل والذى إنشئه فى هذه الفترة زكى طليمات وكان فى هذه الفترة يحضر “طليمات” لمسرحية شهر زاد وطلب من فوزى حضور البروفات وحفظ الاغانى ولكنه لانه كان شاب كان فى البداية مستهتر فى الاستجابة سريعًا للعمل ، وخذل طليمات فى عدم حفظه للألحان كما هى فأضطر بالاستعانة بالمطرب بإبراهيم حمودة ولكنه كان اعتذر لظروفه الصحية وبالطبع بعد تقاعس “فوزى” حدثت عدة تأجيلات ، تعرف خلال هذه الفترة على الفنان يوسف وهبى ورشحه لأولى أعماله الفنية “سيف الجلاد” بأستديو مصر عام 1944 ونجح لحظتها نجاح غير متوقع وأنطلق سينمائيًا وكان لأول مرة يكتب فى الفيلم ، وهو أكثر مطرب ممثل قدم أفلام على الشاشة السينمائية حيث قدم 36 فيلم وكانت إخر افلامه “كل دقة فى قلبى” كبطولة أولى .
وأضاف الملحن عمار الشريعى بأنه يعتبر الدويتو الغنائى الذى جمع بين الفنان إسماعيل يس والمطربة شادية والمطرب محمد فوزى فى أغنية “الحب له أيام” بفيلم بنات حواء من أبرز الأغانى التى قدمت فى الأفلام الغنائية والتى ساهمت فى طرح فكرة طرح الفكاهة والكوميديا والرومانسية فى أن واحد وأغنية واحدة والأوبريت الساحر “شحات الغرام” من فيلم ورد الغرام وأغنية “يا بختك يا قلبى” أغنية خفيف الظل مع الفنان إسماعيل يس ، كما أن هناك فرق فى إدائه الفنى مثلا فى غنائه مع المطربة صباح بفيلم “الأنسه ماما”فى مواطن الغناء بينهم وكان مدرك لقدراته الفنية وخاصة بأغنية “جفنى اه يا سهران” فى جمل استعراضية مميزة بفيلم “ابن للإيجار” ومن المميز فى فنه ايضا انتقاله من مقام إلى مقام فنى بصورة محترفه دون الوقوع فى فخ المط والتطويل والممل بالمقامات الموسيقية كما استخدم الأشخاص كـ كورال فنى والالات موسيقية بأغنية “كلمنى” بفيلم معجزة السماء وهو أول من استخدم هذه الطريقة بالسينما المصرية .