“قلوب صغيرة وخبرهن عاللى صاير” تأملات شعرية وتكوينات بصرية حول المصائر الفلسطينية

 

كتبت : مروة السورى 

استطاعت المخرجة المصرية “مروة الشرقاوى”  بفيلمقلوب صغيره” أن تقدم عملا فنيًا وثائقيًا شديد التأثر والعذوبة رصدت من خلاله مدى تأثر الاطفال بالقضة الفلسطينية دون الغوص فى الحديث عن المعاناه الجارية قدمت سردًا دراميًا عن طريق الاستماع لاحاديث لأطفال يرون أحلامهم ومخاوفها النفسية اكتفت بأصواتهم فقط بينما ربطت الصورة بالبحر والالعاب المرتبطة بالاطفال تعبيرًا عن أحلامهم وايضا بمشهد وجود عروسة تحت الانقاض تعبيرًا عن أحلامهم التى تم دفنها تحت الانقاض ومما تميز به العمل مدى براءه وتلقائية الاطفال وهم يقدمون فكرة الفيلم وخاصة بمشهد دوران أحدى الاطفال حول نفسه رغبه فى الطيران إلى فلسطين

تتشابك فكرة العمل مع أفكار ولمحات من لحظات يومية أصبح يعيشها الأطفال الآن في مصر عن ما يشاهدوه ويسمعونه من استنجادات وكلمات مؤلمه لأطفال غزه ،وأصوات صارت تصاحبهم كما تصاحب الجميع ، في رحلة إلى دواخلهم نكتشف فيها ان تلك المرة كسبنا جيلا جديدا للقضية الفلسطينية ، ففكرة بدأت عقب الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، عندما لاحظت المخرجة تأثر الأطفال الشديد تجاه أطفال غزة، وتساؤلات أبناء شقيقتها حول القضية الفلسطينية ،فالعمل  كان بمثابة تجربة مميزة مليئة بالتحديات، استعانت بأبناء شقيقتها وأطفال آخرين لديهم نفس المشاعر تجاه القضية ، استغرقت حوالي ستة أشهر لإتمام العمل، وكان من أبرز التحديات كيفية التعامل مع الأطفال وتوجيههم بشكل طبيعي أمام الكاميرا. أيضًا، كان التمويل تحديًا كبيرًا لأن العمل إنتاج مستقل، نال الفيلم جائزة البرج الذهبى لأفضل فيلم وثائقى بمهرجان القاهرة السينمائي للفيلم القصير ، كما شارك بمهرجان كرامة السينمائي الدولى فى دورته الـ 15 بدولة تونس ، مهرجان أحمد اباد السينمائي الدولى للاطفال ، فعاليات مهرجان الفيلم الوثائقي التلفزيونى فى مدينه طهران_إيران فى دورته الثامنة ، ومهرجان فلسطين الدولي الحر للأفلام الذي أقيم في لندن، وفاز فيه الفيلم بجائزة أفضل فيلم تسجيلي ، خلال فعاليات مهرجان مدغشقر السينمائي فى دورته التاسعة عشر  والذى يتم تنظيمه من قبل جمعية Rencontres du Film Court Madagasikara والمعهد الفرنسي بمدغشقر وROZIFILMS ومهرجان القدس للسينما العربية .

قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏

بينما تدور أحداث فيلم “خبرهن عن اللى صاير” للمخرج عمر وليد حول أصواتًا من فلسطين وربطها مع صورًا تجريديه لأحدى البيوت المصرية للتأمل فى مدى متطلبات وأحلام الشعب الفلسطيني عبر الهاتف التليفون فقد جاءت الفكرة العمل بعد أحداث 7 أكتوبر والتي بدأت في غزة وما زالت مستمرة حتى الآن، ليوضح المخرج بأن طبيعه العمل مرتبطة بالأماكن والذكريات مع استخدام جمل فنيه في منتهى البساطة والدفء، مثل “لما أروح هعمل كذا “، “عاوز أروح أنام”، “ما تيجي نقعد في البيت”،  فهذه الجمل أصبحت شبه مستحيلة لأهالي غزة ممن اضطروا للخروج من ديارهم أو ممن تم قصف منازلهم، حيث لم يعد هناك منزل،لذا استخدم المنازل الخاويه من الاشخاص مكتفى بالاصوات التى تأمل بالعيش فقط فى هذه الاماكن أو على الاقل توضيح وربط كيف تحول المكان إلى بيت اشباح والربط بينه وبين البيوت المهدومه فى فلسطين فالبيوت أصبح ليس بها وجود الان وتبقى منها أصوات وذكريات ، والذى ركز على تجميع مقاطع مرئية لأهالي فلسطين من غزة وهم يروون معاناتهم ومنهم من تكلم عن أنه تعب وعمل لمدة 20 عامًا، ليجمع المال الذي بنى به منزله ثم انهار في لحظة، نتيجة القصف ، نال الفيلم تنويه خاص فى مسابقة الفيلم المصري بمهرجان القاهرة للفيلم القصير فى دورته السادسة.

 

Scroll to Top