«كمال رمزى» و«هانى شنودة» يكشفون سر تأثر الجمهور بأعمال الراحل «سمير سيف»

 

 

تقرير : مروة السوري 

عدسة : أنجى حليم 

أدار الناقد “هشام أصلان” ندوة “فى حب الراحل سمير سيف” والتى اقيمت فى مدرسة الجيزويت الفنية بحضور كلا من الناقد الفنى “كمال رمزى” ، والموسيقار “هانى شنودة” ، تحدثوا خلال الندوة عن ابرز المحطات الفنية فى حياة “سيف” والتى اكتسبت الطابع المميز فرغم أنه لم يخرج عدد كبير من الافلام والمسلسلات ولكنه استطاع أن يترك طابعًا مميزًا لدى الجمهور وخاصة أنه تعاون فنيًا مع عدد كبير من فنانيين الصف الأول والذى كان أبرزهم الفنان “نور الشريف” والفنان “عادل إمام” والذى قدم معهم “سيف” معظمه أفلامه بل وجعل لهم شخصيات مختلفة لم يعهدها الجمهور فيما سبق وخاصة أنه كانت شخصية نور الشريف تتسم بالرومانسية ولكنه كان له دورًا مميزًا فى أولى اعمال سيف الفنية “دائرة الانتقام” قدم خلالها نور فى قالب المنتقم صاحب الحركة والأكشن المغامر وفيلم المطارد وعصر الكلاب وغيرهم وانتقل الامر إلى الزعيم عادل إمام الذى بدأ يتحول تدريجيا من مجرد فنان كوميدى إلى فنان متنوع من خلال فيلم المشبوه والغول والمولد وغيرهم من أعماله المميزة حيث وصل عدد الأعمال مع نور إلى 10 أفلام وإلى 8 أفلام مع الزعيم .إى 18 فيلم من مجمل 26 فيلم حصيلة المخرج سمير سيف الفنية والذى اعتبره سيف أن اشتراكه مع كلا من “الاستاذ والزعيم” بمثابه تعاون عائلى ، كذلك أكد “سيف” فى تصريحات سابقة له أن يعرف الامبراطور أحمد زكى منذ وقت طويل لم يتعاونوا سويًا سوى بعمل سينمائى فقط وذلك من خلال لقائهم بأحد المرات بأشاره مرور وقال زكى له “نعرف بعض من 30 سنة مش هنتقابل فى فيلم” وبالفعل تحقق اللقاء من خلال الفيلم الرائع “معالى الوزير” وكان من وجهة نظر “سيف” فى التحليل السينمائى لإى عمل فنى أن سبب ذهاب الجمهور للسينما يأتى لثلاث اسباب ” الضحك ، البكاء ، الخوف” ويحدث ذلك من خلال سيناريو جيد وتطور الشخصيات داخل أحداث العمل .

وفى إطار ذلك أكد الناقد الفنى “كمال رمزى” خلال الندوة بأن المخرج الراحل سمير سيف تمتع بروح السماحة والحب والابتسامة الرقية فى لحظات قوته وضعفه ولقد استطاع أن يترك وسط جمهوره حيز مميز من الأعمال الفنية التى تتنوع مابين الكوميدى والإثارة والتراجيدى ومن الرائع أنه ادخل الرومانسية إلى هذه الأعمال بصورة سلسله وبسيطة لا يشعر معها الجمهور بتزييف المشاعر بل وكأنها حقيقة رغم عدم اساسيتها بقصة العمل ، فلقد تعرف فى بداية مشواره الفنى على المخرج “حلمى حليم” مخرج الفيلم الشهير “إيامنا الحلوة”  وفيلم “حكاية حب” وغيرهم ، وأصبح سمير بالنسبة لحلمى التلميذ والابن النجيب فلقد عمل معه كمساعد مخرج بـ فيلم “غرام تلميذه” وهو أول عمل فنى له للتعرف من خلاله على عالم الإخراج والذى كان يحتوى على مشاهد الإثارة والتشويق والذى استلهم من خلالها سيف أفكار العمل بمجال الحركة ، وفى هذه الفترة توطدت علاقته مع الفنانة سعاد حسنى واقترحت عليه أن يعمل كمساعد مخرج مع المخرج “حسن الامام” وكان باكورة تعاونه معه من خلال فيلم “خالى بالك من زوزو” وكان الامام لم يقتنع بخريجى معهد السينما لقناعته ان المخرج يصبح موهبًا بفضل تدريباته المستمرة وأن المعهد لم يقدم سوى نظريات باعتة للسينما وليست كافية لتأهيل الخريجين وتسبب هذا الأمر فى بدء الأمر لسمير حالة من الضيق فى التعامل ولكن السندريلا تعاملت مع الأمر بعد ذلك فى أن تجعل سمير يتأقلم مع اسلوب الامام وبالفعل استطاع الطرفين بعد فترة وجيزة امتصاص غضبهم وخاصة حين تعاون معه مرة أخرى من خلال فيلم “السكرية” كمساعد مخرج وحين أصبح “سيف” مخرجًا معروفًا من خلال مجموعة أعماله المميزة قام بإهداء خاص إلى كلا من الكاتب نجيب محفوظ والمخرج حسن الإمام من خلال فيلم “شوارع من نار” تقديرًا بأنه مدين لهم بالكثير فى استلهم فكرته من وحى التعاون والتعلم منهم والذى بفضل هذا التعاون تعرف من خلاله على الفنان “نور الشريف” وأعاد اكتشافه من جديد من خلال تعاونهم فى عدد مميز من الأفلام والذى كان أولهم “دائرة الانتقام” وأخرهم “عصر الكلاب” ومن الواضح التعاون الفنى بينهم 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏بما في ذلك ‏‎Hesham Aslan‎‏ و‏‎Kamal Ramzy‎‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏

مشيرًا أن سمير سيف من المخرجين المهتمين جدًا بالممثلين الثانويين أكثر من الرئيسين ، كذلك استطاعتوا ان يخلق حالة من المشاعر المعقدة للأبطاله والتى تعطى حالة فريدة لأفلامه ومسلسلاته ، كما تأثر بأفلام المطاردات وهو نوع من الافلام المحببة لكل العالم وهو كدارس للسينما وحصل على الماجستير والدكتوراه يرى “رمزى” أن كتاب افلام الحركة فى السينما المصرية لسمير سيف فهو رساله تقدير للإضاءه والحركة واختيار الأماكن التى يتم تنفيذ المشاهد بها وحركة الكاميرا المتميزة وخاصة فى فيلم “قطار الليل” للمخرج عز الدين ذو الفقار والحديث عن السينما الإمريكية والذى كان متأثرًا بها بصورة كبيرة ، ورغم أن افلامه يمكن أن تأخذ عليها اراء نقدية لاذعه حيث يرى “رمزى” من خلال بعض افلامه أنها تنتهى بمشاهد العنف وذلك من خلال فيلمى “الهلفوت” و”الغول” يرى أنها تبشر بالعنف ومن الممكن أن تؤدى الى انتقاله للجمهور ، فمثلا لحظة كتابته عن فيلم “شمس الزناتى” كتب فى مقالاته “فهل أشرقت شمس الزناتى” وكانت كتابة ساخرة من انتهاء العمل ببروز العنف الذى افتعله شمس وشلته لاسترداد حقوق أهل الواحة والتى لم يشترك أحد من أهلها فى الدفاع عنها ، ولكن من قام رئيس التحرير لحبه لسمير سيف بتغيير الجملة لـ فقد أشرقت شمس الزناتى وتحدث لحظتها مع سمير على هذا الموقف وردد سمير بإبتسامه وبمنتهى البراءة” الرجل ده بيفهم” وانتهى الموقف بطرافة ولكن حين كتب المقال مرة أخرى فى كتابه الخاص أعاد “رمزى” الجملة مرة أخرى وفى هذه اللحظة قرأها سمير وبمرور الوقت قال له “أنت معاك حق يا رمزى” .

وفى ضوء ذلك تحدث الموسيقار القدير “هانى شنودة” عن بداية علاقته الفنية مع المخرج سمير سيف والتى بدأت من خلال فيلم “المشبوه” وكان لحظتها لم يسبق العمل له سوى بفيلم “ولا عزاء للسيدأت” ، ولأنهم أصدقاء وكانت ابتسامة سمير سابقة له قبل حديثه مما جعل الأمور فى غاية البساطة وأسرغ من عملية التعاون ليس فقط بالمشبوه ولكن فى 8 أفلام له ، ويرى “شنودة” أن سمير سيف هو صانعه سينمائيًا والتى ظلت ألحانه عالقة مع أذهان الجمهور حتى الوقت الحالى ، ورغم أنه خلال تلحين موسيقى فيلم “احترس من الخط” كان سمير فى بدء الأمر يرغب فى تغيير ألحانه ولكن المونتيرة “سلوى بكير” اقنعته بأنها موسيقى جيدة وملائمة للمشهد ،ولأن سمير كان غير نرجسى اقتنع بالأمر وحققت لحظتها الموسيقى نسبة متابعة واسمتاع عالية وخاصة فى مشهد ركوب الفنانة لبلبة والزعيم الحمار فى مشهد صامت اعتمد فقط على رنات صاجات الأرجل والتى اعتمدت على كوميديا الألحان وليس كوميديا الكلمات الحوارية .

ليؤكد كلا من الناقد كمال رمزى والموسيقار هانى شنودة والناقد هشام أصلان وغيرهم من الحاضرين إن ابتسامة سمير سيف وروحه المنطلقة الجذابة وقبوله للرأى الأخر ومحاولة الابتعاد عن التقليد والتعلق بالسينما الإمريكية والموسيقى القريبة للأسر المصرية هى سر بقاء اعماله الدرامية حتى الأن عالقة فى ذهن الجمهور .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏بما في ذلك ‏‎Marwa Alsorry‎‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

محررة الموقع مع الموسيقار “هانى شنودة”

 

Scroll to Top