مسرحية “اكرام الحلم دفنه” يشعل فتيل الخيط الرفيع بين حب وتدخل الأهالى

 

 

تقرير : مروة السوري

الحلم لم يمت ولكنه دفن بقلوب الأشخاص السلبيين واذا كان هناك اصرارًا لتحقيقه سيتم ذلك دون النظر إلى عواقب الأمور .. هكذا كانت الرسالة الاساسية للعرض المسرحى “اكرام الحلم دفنه” والذى عرض مؤخرًا على مسرح تياترو افاق

والذى يدورحول نوم أحد الاشخاص ويرى فى احلامه ما الذى يمكن ان يراه فى مستقبله عندما يكبر ولديه العديد من الاحلام الخاصة بمستقبله المهنى والعاطفى ولكنه يلتقى بالعديد من التعثرات التى تحطم تلك الامنيات والتى غيرت من حياته بصورة جذرية وأدت إلى ان يتحول مجرد آنسان الى يفعل ما يقال له دون تفكير وقد استخدم مخرج العمل خلال العرض اسلوب السرد والحكى وكأنه يروى تاريخ أوسيرة ذاتية لشخصية تاريخية ولكن هذا المرة لطفل واهتمامه بالصور والتى تشكل عالمه الهام 

ويدور المحور الرئيسى للمسرحية حول فكرة  تحقيق الاحلام وما هى البذرة الرئيسة التى تساهم فى تحطمه إلا وهى “التنشئة الإجتماعية” وتتخلص فى دور الآباء والامهات فقد وجهت المسرحية رسالتها الأهم طيله مشاهدها وهى انه للاسف قيام الاهالى بالاجبار ابنائهم على تحقيق اهداف معينة دون النظر إلى ما الذى يريده الابناء فى احلامهم والتى بشأنهم تحطم الموهبة قبل أن تبدأ وليس معنى ذلك عدم تدخل الأهل ولكن للمتابعه المستمرة لخطواتهم ولكن ليس لمنعهم من تنفيذ ما يرغبون فى تنفيذه والتى بشأنه يمكن أن يغير الكثير .

فلا شك أن الآباء والأمهات من الممكن تدخلهم بتلك بحسن نية، ورغبتهم في أن يكون أطفالهم الأفضل، ومن الطبيعي أن يأمل الآباء في تحقيق أبناؤهم نتائج مميزة في حياتهم، لكن ينبغي ألا تكون تلك الآمال بمثابة توقعات على الطفل أن يصل لها وإلا اعتُبر «فاشلاً»، والأفضل أن يدعم الوالدان أطفالهما في تحقيق توقعاتهم الخاصة لأنفسهم، وأن يتعلم الآباء تقبُّل أبنائهم كما هم، بصفاتهم وقدراتهم التي ولدوا بها، ويشجعوهم ويظهروا التقدير والرضا عما أنجزوه ومما تلك العلاقة المقدسة تتوارث مابين الاجيال حتى تنشأ عائلة متماسكة تدرك أهمية الاقناع والاسلوب الراقى فى الحوار لان فى تدهورها سببًا فى تدهور العلاقات مع الاشخاص الأخرين والسبب الرئيسى فى ظهور الشخصيات المدمرة لبعضهم البعض .

 

 

 

 

كما لعبت المسرحية على محور آخر إلا وهو استخدام فكرة الراوى المرئى فقد قدم أحد الابطال تلك الدور على خشبة المسرح وكان دوره يتلخص فيه أنه صوت الحلم للشخص الحالم والذى كان صوته المرتفع والمفسر له بطريقة غير مباشرة لما سيحدث له خلال المستقبل وذلك من خلال قيام الحالم بالامساك بالعديد من الصور والتى تفسر الكثير مما سيجرى له بالقريب العاجل وكانت فكرة استخدام الصورة من أفضل الافكار التى قدمت حيث تلعب الصور دورًا هامًا فى اشعال فتيل ذكريات الماضى واهات المستقبل حيث قدمت المشاهد المسرحية بطريقة مميزة فى سرد أحداث الصور بشكل عام وهى تشبه اسلوب أغنية” فاكر أيام لمتنا” ولكن بطريقة مسرحية مختلفة .

وكما قالها الراوى والمجسد لها د.أحمد الصبور أحد أبطال العرض “الصورة … حاجة مهمة جداً … وبتدخل في كل تفاصيل حياتنا … وهى اللي بتثبت كل لحظة حلوة عيشناها أو العكس … أول ما بنكبر وبنبقى شباب هي اللي بتثبت طفولتنا وأد أيه إحنا كنا أبرياء … ولما بنكبر ونعجز ونموت بيتبقالنا صورة جوا برواز وعليها شريط أسود … وديه بتبقى آخر صورة لينا في حياتنا .”

 

جدير بالذكر أن المسرحية بطولة أحمد عبد الصبور ، أحمد القاضي ، سماح المصري ، محمد عجيبة ، يوسف مصطفى ، ضحى محمد ، نيرة العربي ، هاجر حسن ، مها عادل ، أحمد شاهين ، خالد الهلالي ، صالح عادل ، إبراهيم محمد ، أحمد جابر ، محمود عبد الغني ، مصطفى النفيلي ، أميرة محمود ، عاصم محمد ، هشام محمد .

  مأخوذة عن مسرحية ” فوتوشوب ” للمؤلف  محمد خليفة 

والمسرحية دراماتورج وإخراج / محمد سامي ومساعدي الإخراج كلاً من 

أحمد بيومي ،عاصم محمد

ومخرج منفذ  شيماء شمس الدين ، وإعداد موسيقى  أحمد أشرف ، وإدارة مسرحية إيهاب النجار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Scroll to Top