تقرير المخرجة والمونتيرة : ألفت عثمان
معامل السينما تعتبر الجندى المجهول وراء الصناعه السينمائية فى العالم ، دائما ما ينصب الاهتمام حول ما يدور أثناء تصوير الأفلام ، حيث يضم موقع التصوير الممثلين الذين يقفون أمام الكاميرا ثم فريق العمل الواقف وراءها من مصورين وصوت وإنتاج وديكور وإخراج أما عن دور المعامل فى التحميض والمونتاج وتصحيح الألوان ثم الطباعة ثم خروج الصورة النهائية للعرض السينمائى من المعمل ، فلم يحظ بنفس الأهتمام رغم أنه المعبر الرئيسى ما بين التصوير ونسخة عرض الفيلم الأخيرة .
“تم الطبع والتحميض بأستديو مصر” جملة قصيرة تكتب فى مقدمة الأفلام على الرغم من أنها عملية شديدة التعقيد والتركيب يقف خلفها العديد من المتخصصين والفنانيين على أعلى مستوى من المهارة والخبرة ، فحاليا اقتصر وتراجع دور المعامل بل انتهى تقريبا بعد الطفرة التكنولوجية التى حدثت فى صناعه الكاميرات الديجتال وبرامج المونتاج الالكترونية ومن ثم التخلى تدريجيا عن الخام “نيجاتيف” وبالتالى التحميض والطباعه .
أغلق معمل ستديو مصر الذى اسسه بنك مصر برئاسة رجل الاقتصاد الاول طلعت حرب عام 1935 وهو أول استديو سينمائى فى الشرق الأوسط الذى خرجت منه روائع الأفلام المصرية وكان شاهدًا على تاريخ السينما المصرية والعربية ولم يتبق إلا معمل مدينة السينما التابع لشركة مصر للصوت والضوء والسينما الذى مازال يعما على الرغم من توقف شركات الإنتاج عن استخدام النيجاتف الخام فى التصوير السينمائى .
ويؤكد المهندس إبراهيم السيد ، مدير معمل مدينة السينما ، بأن هو ومن حوله من الفنيين والقائمين على التحميض والطباعه والتلوين هم أصحاب خبرات فائقه وخبرتهم تعد ثروة قومية سؤاء فى مجال الصيانة أو التشغيل .
فقد كانت الحركة لا تتوقف ليلاً ونهارًا لفتح أبواب المعمل أمام لزيادة عدد الأفلام التى يتم توريدها للمعمل وتحديدًا لتسليم النيجاتيف فى حالة التصوير ليلا فكان الخام مسئولية كبيرة تقع على عائق الإنتاج وللابد من تسليمه للمعمل خوفاً من سرقته أو حدوث إى اتلاف بأى صورة له .
فيعد النيجاتيف بمثابة الأموال التى صرفت على الأفلام فبدونه لم يكن هناك فيلم .
— ولكن بعد تخلى السينما عن هذا الخام ما خط الإنتاج الذى تحافظون علية ؟
شركة “سينيلاند فيلم” فى قبرص التابعه لقنوات الـArt تهتم بإعادة نسخ الأفلام المصرية القديمة ونحن كمعمل نعيد ترميم وتصحيح هذه الأفلام للشركة ويرسلوا لنا أوردرات تشغيل كل فترة بعدد من الأفلام نقوم بعمل تصيح واختبارات ثم نقوم بتحميضها وطبعها مرة ثانية وبهذه الطريقة انقذنا حوالى 1000 فيلم مصري قديم وهذه ملحوظة الأن فى أفلام الابيض والاسود حتى المشاهد العادى سيلاحظ تحسنها .
وبصفة عملى كمهندس صيانة دورى الحفاظ على معدلات خط الانتاج لان المشتركون فى عملية الطبع والتحميض وجهاز تصحيح الألوان وماكينات الطبع وتنظيف الأفلام والتحميض والكنترول بالمفيولا هم العاملون بالمعمل منذ فترة طويلة ويعمل ذلك الأمر على الحفاظ على التراث السينمائى .
بالاضافة إلى طبع وتحميض النسخ القديمة بالطبع “المبتل” وإعادة التصحيح بالامكانات الجديدة يمكن إعادة التصحيح حتى مستوى الـ50 نقطة لكل لون من الألوان الاساسية للصورة أحمر وأخضر وأزرق عن طريق الطبع المبتل بالاسقاط الضوئى يصبح من خلال محلول يغطى لحظيًا وقت الاسقاط الاسكرتشات والعيوب وبالتالى تظهر بجودة أعلى فى النهاية المشاهد يرى نسخ الأبيض والاسود غير ما سبق مشاهدته عبر التلفزيون .
فمثلا الاستاذ حامد حفناوى وهو اسم كبير فى مجال تصحيح الالوان هو حاليًا يقوم بتصحيح أوردر ثلاثة أفلام ولديه خبرة فى هذا المجال .
وتأتى لنا أفلام تسجيلية وروائية من خارج مصر وأحيانا تحتاج إلى مراجعه وترميم أو غسيل بـالألترا سونيك محلول تنظيف الأفلام حتى يتم نقلها بصورة أفضل ويرفع جودة الفيلم من 30 لـ80 % وبدون هذه الجودة يكون الفيلم ضعيفًا أثناء عرضه .
ويشير المهندس إبراهيم السيد بأنه مع احترامه لأفلام الـDcb الرقمية هذه الافلام لن تكون صورتها ابدا بجودة صورة كاميرات السينما الـ35 مم وهذا معترف به ، حيث كان فى مؤتمر فى شالون فى شركة كوداك فى فرنسا ومعه 102 مدير معمل سينما على مستوى العالم أجمعوا بأنه من المستحيل أن تقترب صورة سينما الديجتال إلى صورة السينما الأولى التى كانت تحتوى على ” لايرز طبقات ألوان” وتتسم بواقعية الالوان .
ففى الديجتال الصورة مسطحة دون أبعاد والألوان نفسها غير واقعية فالأحمر والأخضر والأزرق مختلف لان كاميرا السينما والطبع والتحميض كانت تظهر بصورة مختلفة تماما عن الديجتال حتى اعلانات الشركات الكبيرة قديما كانت تصور بكاميرات السينما لان الجميع كان يعرف قيمة النيجاتيف وصورة السينما أما الان اعتاد الجميع فى السينمات على الصورة المسطحة .
وأوضح السيد بأنه لابد لطالب معهد السينما التعلم على تصوير مشروع تخرجه على كاميرات السينما حتى يكون لديه المام بالصناعه