سيد محمود
افتتح مهرجان أجيال السينمائي دورته الثانية عشرة برسالة مؤثرة حول دور السينما تسليط الضوء على النضالات الإنسانية في العالم وقدرتها على تعزيز التفاهم بين المجتمعات.
ويقام المهرجان، من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، تحت شعار “لحظات تشكّلنا“، حيث ترك أثراً بالغاً لدى الجمهور في وقت تشهد فيها المنطقة معاناة إنسانية هائلة، ويبرز كيف يمكن لكل لحظة أن تحمل مآسي الحياة بأكملها.
حضر حفل افتتاح مهرجان أجيال السينمائي 2024 أكثر من 600 حكم شاب من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى ضيوف مميزين ومواهب مرتبطة بالأفلام.
وفي الحفل، قدمت سعادة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر كلمة مؤثرة حيذت فيها صمود النساء في السودان، وكذلك صمود ومعاناة الشعب في غزة وخصوصاً الأطفال. وسلمت سعادتها جائزة تكريم للطفل محمود عجور الذي أُحضر من غزة إلى الدوحة للعلاج بعد أن فقد كلتا يديه. وتجسد الجائزة تكريماً خاصاً لجميع أطفال غزة الذين يعانون من مأساة الحرب والمعاناة ولا يزالون يحملون الامل لحياة أفضل في المستقبل.
وفي خطابها المؤثر، تناولت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان، رحلة أجيال منذ انطلاقته في عام 2013، وأعلنت عن الخطط لمهرجان الدوحة للأفلام 2025. وقالت “إن مهرجان الدوحة للأفلام سيعكس أحلام وتطلعات صانعي الأفلام ورواة القصص المبدعين من جميع أنحاء العالم، بينما نحتفل بالفصل التالي من رحلتنا السنيمائية”.
وفي حديثها عن قرار مؤسسة الدوحة للأفلام بعدم إقامة مهرجان أجيال السينمائي في العام الماضي في أعقاب أحداث غزة، قالت الرميحي: “كان الرعب وحجم الدمار والمجازر الهائل يفوق العقل، والمآسي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا بشكل مفجع، وامتدت أيضاً إلى لبنان. ورغم ذلك الإلغاء في وقتها، قمنا بتنظيم وعرض الأفلام والمناقشات في برنامج “أصوات من فلسطين”.
وأضافت الرميحي: “إنّ مشاهدة الكارثة التي تحدث في غزة علمتنا أن كلّ لحظة مهمة، وكل لحظة تشكلنا، لأنها قد تكون الأخيرة. كما أدركنا الحقيقة الأساسية وهي قدرتنا على توجيه القوة الحقيقية للسينما لتحقيق الخير. لذا قررنا مواجهة الكارثة وعملنا على تخيل استضافة “أجيال” في غزة نفسها. تم تنظيم المهرجان على ثلاث مراحل، حيث شارك 90 من الحكاّم الشباب في غزة بمشاهدة أفلامٍ من إنتاج قطري، على أن تُعلن أصواتهم في يوم الاختتام. ينضم هؤلاء إلى أكثر من 550 حكماً شاباً آخر من مختلف أنحاء العالم، والذين يشكلون جوهر رسالة المهرجان في تمكين الشباب من خلال السينما”.
حضر حفل الافتتاح ضيوف بارزون من بينهم سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، سعادة الشيخ عبد العزيز آل ثاني، رئيس متحف قطر الوطني، سعادة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية قطر، حمد علي الخاطر الرئيس التنفيذي للعمليات بمطار حمد الدولي، والمهندس جاسم محمد الخوري، الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية قطر، وعدد من كبار الدبلوماسيين.
ومن بين الضيوف البارزين الآخرين قادة ثقافيون وفنانون من قطر، والممثل الفلسطيني صالح بكري والمخرج محمد بكري، والممثلة التركية إسراء بيلجيتش والممثل التركي بيركان سوكولو، الموسيقي الفلسطيني أنيس، والفنان السوداني مصطفى الشاعر، والمخرجة التونسية هند المدب وغيرهم.
تلا الحفل عرض فيلم “السودان يا غالي” (تونس، فرنسا، قطر) من إخراج هند المدب، وهو فيلم
وثائقي حصل على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ويصور نضال الشباب من أجل الحرية من خلال الكلمات والقصائد والأناشيد.