تقرير : مروة السوري
للدلالة البصرية بالعمل السينمائى أهميتها البالغه فى تأثيرها على الجمهور المتابع المستمر لإبراز الأعمال الفنية والذى يقف على نجاح جميع عناصر وهنا سنركز الحديث على الديكور السينمائى أو هندسة المناظر التى تلعب دورًا محوريًا هامًا فى إحداث رغبات متنوعه لدى الكثير .
فهو فنان ذو جاذبية مختلفة استطاع أن يهيم بريشته الخاصة على الـجدران السينمائية فشكل عنصرًا هامًا من عناصر الإبهار الفنى بمدى تفاعله مع قصة العمل بل وملاحظته فى تأثيره على السياق الدرامى ، فهو مهندس ديكور وأن صح القول هو مصمم مناظر سينمائية كما يعشق أن يطلقون عليه هذا اللقب ، ركز على أن يجعل لخياله وثقافته نسيج سميك غير منتهى الصلاحية ، رغم أنه عاصر أصعب الظروف السياسية وهى فترة حرب نكسه عام 1967 إلا أن هذا لم يجعل للإبداع لديه فى حاله توفق بل جعله سيف آمان له ، رغب فى أن يصبح جنديًا مجهولاً ولكن هذا لم يمنعه فى أن يتم تكريمه فى العديد من المحافل الفنية بل وأن يرتبط اسمه بأسماء مخرجى جواهر الفن كأمثال المخرج شادى عبد السلام والمخرج محمد خان والمخرج داوود عبد السيد والذى ارتبط اسمهما سويًا فى العديد من الأعمال الفنية أنه مهندس المناظر أ/ أنسى أبو سيف .
حيث تحدث “أنسى” خلال ندوة نظمت من قبل مركز الثقافة السينمائية بإدارة الناقد محسن ويفى
البداية ..
فقد أكد “أنسى” على أن شخص يتمتع بقدر كبير من الحظ حيث تخرج فى عام 1967 من المعهد العالى للسينما بينما كان لقاءه بمهندس الديكور والمخرج شادى عبد السلام فى الفرقة الثانية بالمعهد وكان تلميذاً لديه ثم واحدًا من أعضاء مكتبه ثم عضو اساسى ثم صديقًا مقربًا له فكانت لصدقتهما محور أساسى فى جعله دائما من أصحاب البحث عن كيفية تقديم أفضل ما لديه فى رسم تصميم الديكور ومن ثم العمل الجيد عليها ومتى يجد الجمال وسط القبح بل وصناعته بصورة محترفة .
الانطلاقه ..
فى عام 1967 قبل التخرج تعاون مع مهندس الديكور صلاح مرعى فى فيلم المومياء للمخرج شادى عبد السلام باكورة أعماله وكانت مهمته نقل مع هو تاريخى فرعونى من نحت ورسومات وبرديات ، فى عام 1968 تعاون مع المخرج توفيق صالح فى فيلمه “يوميات نائب فى الارياف” للفنان أحمد عبد الحليم بدأ “أبو سيف” الدخول لعالم الاستديوهات وكانت بالنسبة له من أصعب الفترات التى مر بها حيث دخول البلاتوهات وبناء أماكن للتصوير واعتبرها أنها من أزهى فترات حياته ، فلتوفيق صالح دورًا هام فى مشواره الفنى .
وتعتبر من أهم المشاهد التى كانت بدايته الحقيقة داخل فيلم “يوميات نائب فى الارياف” هو مشهد بناء محكمة القاضى والنائب وكانت المشهد مكتوب داخل السيناريو لوصف شخصية القاضى بأنه غير عادل ويصدر قوانين دون مراجعه بل واحكام ظالمه على المستضعفين فكان اقتراح المخرج بنزول كفه ميزان العدل من وراء القاضى كدلاله بصرية ورمزيه على غياب العداله ، فاقترح على المخرج أن يصنع محكمة ضيقه بما أنها محكمة بالارياف وقد اقتنع لحظتها بأن الموقع الضيق دليل على أن العقول ثابته على ارائها بل وانه لا يوجد مكان للمدفعين عن المظلومين
بل وتصميم القفص بجانب المنادى عليها القضية والقاضى حتى يكون دليل من هو المتهم الحقيقى هل هو الذى بداخل القفص ام خارجه ومنذ تلك اللحظة كانت البداية الحقيقة فى اتجاهات العقل نحو استخدام المكان كبطل هام بأحداث الافلام السينمائية بوجه عام واصبح منهجه بالدراما السينمائية ورغم اعتراض المنتجه اسيا داغر على شكل المحكمة إلا أنها وافقت ورضحت لرأى الموهوب الصاعد لإيمانها بوجهه نظره بعد عدة مناقشات عديدة .
واعتبر انسى ان بعد تعاونه مع المخرج “توفيق صالح” أدرك قيمة الاختيار بل تصبح خيانه لو تراجع فى قيمه اختياره للأعمال .
ثم اشترك فى عام 1970 بفيلم أوهام الحب بترشيح من المخرج المساعد وزميله المقرب المخرج داوود عبد السيد وحصل لحظته “أنسى” على جائزة أفضل مهندس ديكور بجوائز وزارة الثقافة واشترك خلال فترة السبيعينات فى عده افلام بعده مهام فمثلا كان مصمم استعرضات فى فيلم الحياة نغم ومهندس مناظر فى فيلم وعادت الحياة وشيلنى واشيلك وقصر فى الهواء .
محطات فنية ..
فى عام 1981 اشترك فى فيلم عيون لا تنام للمخرج رأفت المهيي وكان فى نفس الاتجاه مع باكورة أعماله وكان التصميم عبارة عن ثلاث بلاتوهات مقسم على ثلاث أدوار بمنطقة وسط البلد دور للمعيشة لبطل العمل والاخ الاكبر لأشقاءه بالفيلم ودور فوق السطوح يطل على ورشة ميكيانيكة وكان مبنى سلم يتصل بين الورشة والسطوح ودور اخير اسفل الورشة تحت السلم وتم البناء على سطح يطل على كوبرى 6 أكتوبر وتم البناء بجمعية الشبان المسلمين .
كما تعتبر من أبرز محطاته الفنية هو بناء ديكور زنزانه فى فيلم حب فى الزنزانه وفيلم ليله القبض على فاطمة وفيلم آخر الرجال المحترمين ومنسق المناظر بزوجة رجل مهم وأحلام هند وكاميليا وسرقات صيفية
ووجه حديثه نحو فيلم طالع النخل للفنان عبد الله محمود والذى تحدث خلاله أنه قام بتصميم ما يضاهى القصر العينى حيث كان فى هذا التوقيت لم يتم التصوير فى البلاتوهات الخارجية وكان يتواجب التصوير داخل الاستديوهات وخاصة أنها مشفى لا يمكن خروج المرضى الحقيقين لذا تم تصميم مستشفى تشبه وحدات القصر العينى وبالفعل انبهر المخرج القدير محمد فاضل بهذا المجهود المميز .
أولى بناء الحارات ..
وعن فيلم الوداع يا بونابرت إنتاج عام 1985 كان باكورة تعاونه مع المخرج يوسف شاهين وكقد كان أنسى يعتاد على قراءه السيناريوهات الفنية قبل الموافقة على تصميم ديكور العمل لأنه من الطبيعى تصميم المبانى على اساس رسم وصف المكان والتعبير عنه ولكنه اعترض شاهين فى بدء الآمر على قراءته للسيناريو مرددًا “محدش يقرأ ورايا” وتراجع أنسى عن الفيلم إلا أن رضخ الأخير ووافق على ارساله وكان الديكوباج الخاص بالفيلم والديكوباج هنا يعنى تحديد المكان ومعايانته قبل التصوير وكانت هذه المرة الآولى بالنسبة لأنسى فى أن يقوم ببناء حارة لعمارة إسلامية أيام الحملة الفرنسية وكان حريص أن تكون تاريخى بالمنطق التصميمى والمعمارى .
ومن وجهه نظر “أنسى” أن أنجح المخرجين محترفى التمثيل أو العمارة لان هذا يتيح لها التعدد فى الافكار فالسيناريو فى فيلم المومياء مبنى بصورة معمارية واتجاهه مدروس .
وتكرر هذا الآمر فى فيلم “رسالة إلى الوالى” وفيلم “الحرافيش” .
وايضا من أبرز تصميمات الحارات التى عمل عليها الحارة الشعبية فى فيلم الكيت كات والتى كتب له خلالها المخرج داوود عبد السيد أهدائه الخاصة على تتر العمل لإعتباره ساهم فى بناء حارة مصرية شعبية متكامله تضاهى الواقعية وتم بناءه فى استديو جلال والأزقه الضيقة كانت رمزًا للدفء بالحارة الحقيقة وتم بناءه خلال 5 أسابيع .
وتعتبر آخر الحارات التى عمل عليها كانت حارة فيلم “إبراهيم الابيض” وليس مجرد عشوائيات بل هناك سلطة كبيرة تسيطر على المنطقة وهى سلطة الملك زرزور الفنان “محمود عبد العزيز” والتى صمم منزله على هيئه جبل مقطم
أبرز مسلسلاته ..
مسلسل الجماعه الجزء الأول وكان من أبرز ما قام بتصميمه داخل العمل الزنازين الخاصة بمساجين الأخوان والمشتبه بهم وبعد الحصول على الموافقة لمشاهدة شكل الزنانة الحقيقة لعمل ما يضاهى لها بالعمل الفنى وتم تصميم زنازين تحت الارض عبارة عن تسع أدوار وتصميم التكسيرات وحوائط غير نظيفه كدلاله على عدم الاهتمام بما يحدث داخلها ، وحدث ايضا موفق آخر حيث كانوا يبحثون عن تصوير مسجد فى رشيد لتصوير حضره يحضرها حسن البنا وهو طفل ويقف وسطهم وتأثر به وجعله يعيش أجواء صوفيه إلا أن جاءت لأنسى الفكرة فى العثور على حلقة سمك فى رشيد ومنطقة رائعه وكان مصمم اسكتش الجامع وقرر فى اليوم الثانى الذهاب مع العمال للبدء فى بناء الجامع .وايضا مسلسل “لحظات حرجة” والذى كان آخر مسلسل له .
محطات هامة آخرى ..
بعدة أفلام كمثل أيام السادات ، سارق الفرح ، عرق البلح ، رسائل البحر ، حليم ، أرض الخوف وخاصة مشاهد الفنان حمدى غيث “المعلم هدهد” ، أرض الاحلام ، الآخر ، مواطن ومخبر وحرامى ، اسكندرية كمان وكمان ، ليه يا بنفسج ، الصعاليك ، الهلفوت ، عودة مواطن .
أبرز جوائزه ..
جوائز وزارة الثقافة عن فيلم أوهام الحب وفيلم الكيت كات وفيلم قدرات غير عادية وأسكندرية كمان وكمان .
آخر أعماله .
فيلم الكنز بجزئيه الأول والثانى .
محررة الموقع مع مهندس الديكور “أنسى أبو سيف”
اسكتش حارة فيلم “الوداع يا بونابرت
اسكتش فيلم الكيت كات للمخرج داوود عبد السيد