«العداله الإجتماعية» بعيون سينمائية وكيف تعاملت معها

 

 

تقرير : مروة السوري

 

من المعروف أن مفهوم العدالة الإجتماعية بدأ ظهوره داخل المجتمع المصري ليس فقط لأنه كان أحد أهداف ثورة 23 يوليو عام 1953 ولكن الأمر متعلقًا فى مطالبة المواطنيين فى الحفاظ على حقوقهم المدنية منذ عهد الاحتلال الفرنسى فى مصر والذى أدرك معه الشعب المصري أهمية الإيمان بفكرة الثورة من أجل تحقيق المساواه والتخلص من القيود وقد لعبت السينما المصرية منذ أن ظهرت فى عام 1923 على أن تعمل على أبراز مفهوم العدالة الإجتماعية بل وأظهار الطبقات الإجتماعية  بتلك الفترة القديمة ..

 

فيلم العامل

تم إنتاجه عام 1943 وهو أول فيلم ينتجه الفنان حسين صدقى وتدور فكرته مطالبة العمال بحقوقهم المادية متمثله فى بطل الفيلم “حسين صدقى” والذى نرى من خلاله أولى ملامح مناقشة العمل الإجتماعى والسياسى فى وقت واحد بل والتبحر فى شريحة العمال الذين واجهوا مكائد أصحاب المصنع إلا أن تحققت مطالبهم فى نهاية الآمر وكأن الفيلم كان يتنبأ بالثورة أو يدعو لها وذلك فى عهد الملك فاروق .

نتيجة بحث الصور عن فيلم العامل

وعلى نحو آخر قام ايضا الفنان حسين صدقى بتقديم فيلم الآبرياء عام 1944 وهو محاولة من بأن يوضح مفهوم العدالة الإجتماعية من زاوية أخرى إلا وهى الاهتمام بأطفال الشوارع ومحاولة تقويم أفعالهم فى أن قام بدفع جزء من أمواله لهم ليجعلهم أشخاص اسوياء مع الأطفال العاديين بل وجعلهم يتحملون مسئوليتهم فى التعليم والعمل ومن هنا حقق مفهوم العداله فى المساواه بصورة أعمق

 

نتيجة بحث الصور عن فيلم الابرياء

ومن الملاحظ أنه خلال الفترة الأربيعينات حتى قيام الثورة لم تحاول السينما المصرية أن تناقش المشاكل الإجتماعية بشكل عام بل اكتفت فى معظم أفلامها أن تناقش حياة الأسر المصرية ولكنه فى عام 1952 قام الفنان أنور وجدى بإنتاج فيلم “مسمار حجا” وكان ذلك فى عهد الملك فاروق وكانت من أحدى مبادىء الفيلم المناشدة بالاستبداد عن الظلم ومحاربة الطغيان كذلك السعى إلى وعى المواطنين على أهمية السعى للحصول على الحقوق والواجبات وكانت ذلك نتيجته أنه تم منع الفيلم فى بدايه طرحه إلا أنه بعد العديد من الاتفاقيات عرض على الجمهور وتأكد لهم أن شخصية جحا الشعبية ما هى إلا معبرة عن حال كل مواطن محب للمساواه والتخلص من الاستبداد والذى لعب خلاله دور البطوله كلا من الفنان زكى رستم والفنان عباس فارس

نتيجة بحث الصور عن فيلم مسمار جحا

وأدى إلى ظهور فيلم حكم قراقوش عام 1952 والذى لعب خلاله ايضا الفنان زكى رستم بدور الطاغى الظالم ويبدو أن الجمهور بعد أن شاهده بفيلم مسمار حجا لم يضيف جديدًا بهذا الدور ورغم أنه لم يحقق الفيلم النجاح المطلوب إلا أنه أعلن الفيلم عن توجهه الوطني والسياسي مع لقطته اﻷولى وقبل بداية أي مشاهد بالفيلم حيث يؤكد على الصراع الدائم بين حاكم البلاد الطاغي وأفراد الشعب المقهور وتحول صبرهم من الظلم والقهر إلى تمرد وثورة والمطالبة بالمساواه والعداله الإجتماعية

نتيجة بحث الصور عن فيلم حكم قراقوش

وبدأت السينما المصرية خلال فتراتها الذهبية بعد قيام الجمهورية فى أن تناقش مفهوم العداله الإجتماعية من أكثر من زاوية فمثلا فى فيلم “جعلونى مجرماً” للفنان فريد شوقى عام 1954 ناقش من خلاله وحش الشاشة مفهوم العداله من خلال أن يتم توفير عمل للسجين بعد خروجه من السجن حتى تتهيىء له البيئة المناسبة للحياة الكريمة وقد أدى هذا الفيلم إلى أن يتم اسقاط السابقة الاولى للمتهم حتى يتمكن من العمل دون حرج له ومن هنا بدأ التعمق فى مفاهيم ثورة 23 يوليو وأنه ليس فقط المطالبة بالعداله بل السعى لتطبيق مبادئها وانطبق ذلك على فيلم أربع بنات وظابط من بطوله الفنان أنور وجدى والفنانة نعيمة عاكف والذى كان الهدف الرئيسى منه ايضا هو محاولة تحويل المجرم إلى إنسان يسعى للعمل والاجتهاد وأن يحاول من خلاله افراد المجتمع عدم وضع فوارق بينهم وبين تلك الطبقات والتى من الممكن أن يتم توجيههم بصورة سليمة لتتساوى الحقوق والواجبات

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم جعلونى مجرما

 

نتيجة بحث الصور عن فيلم اربع بنات وضابط

وبدأت سينما الواقعية فى اواخر الخمسينات على يد المخرج صلاح أبو سيف وخاصة فى فيلم الزوجة الثانية عام 1957 رغم أن الفيلم مضمونه العام مناقشة أوضاع الريف المصري وخاصة العلاقة المقدسة بين العمدة وأهالى الريف إلا أنه رصد مدى ضعف تلك الطبقة وسيطرة العمدة وطغيانه على حقوق الأهالى واجبارهم على الضرائب والاتاوى الباهظة بل واجبار أحدهم على تطليق زوجته ليتزوجها هو الأمر الذى أدى إلى تركز مبادىء العداله لدى الزوجة والتى رغم ضعفها ولكنها استطاعت أن ترد الحقوق إلى اصحابها وسيادة العدل والمساواه بينهم الأمر الذى وضع لكلمة الظلم نهاية مع ميلاد ابنها وموت العمدة والتى كانت نهاية التفريق فى الحقوق وبداية لسيادة العداله وتكرر الأمر بصورة كوميدية ساخرة فى فيلم الكمساريات الفاتنات وهو دعوة للمساواه بين الرجل والمرآة فى العمل وحتى وأن كانت ستعمل كمسارية وتتعرض للمخاطر مثله

نتيجة بحث الصور عن فيلم الزوجة الثانية

وقد تم اعتبار فيلم “رد قلبى” للفنان شكرى سرحان ومريم فخر الدين أولى الأفلام التى دمجت الرومانسية بالسياسة والتى ناقشت أحوال الشعب المصري قبل ثورة يوليو وكيف سيطرت الملكية على طبقة الفلاحين والتفريط فى حقوقهم ولكن بعد قيام الثورة بدأ الأمر ينصهر نحو تحقيق مبدأ العداله الإجتماعية من خلال قانون الإصلاح الزراعى والذى أعطى حق للفلاح فى امتلاك الآرض القائم على زراعتها

نتيجة بحث الصور عن فيلم رد قلبى

وتكررت تلك الفكرة مع اختلاف الحبكة الدرامية مع فيلم “لن أبكى ابدا” للفنانة فاتن حمامة والفنان عماد حمدى

 

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم لن ابكى ابدا

ما قبل النكسة ..

بدأت أفلام السينما المصرية بأوائل الستينات فى تقديم نماذج إنسانية معبرة عن مفهوم قهر الظلم والدعوة إلى التمسك بمبادىء الثورة وكأنها بالفعل تحيى مفهوم العدالة الإجتماعية والحرية والتى بدأت مع فيلم “فى بيتنا رجل” للفنان عمر الشريف فلقد كان الجمهور على علم بأحوال البلد فى عهد الاحتلال إلا أن بدأت الثورة المصرية وقضت على مفاهيم القهر وعبر من خلالها البطل فى الفيلم عن مدى كراهيته للاحتلال البريطانى وقيامه بالتظاهر مع عدد كبير من الابطال فى كوبرى الجامعه مطالبًا باستقاله الحكومة وتطبيق مفاهيم العداله والذى تمثل فى قيامه بقتل رئيس الوزراء وهروبه من السجن حتى اختتم الفيلم بقتله وقوله عبارة “الحرية أغلى من الحياة” وقد انطبق ذلك على فيلم” الباب المفتوح” للفنانة فاتن حمامة والتى أظهرت من خلالها المرآة بأنه باستطاعتها القيام بالمظاهرات والوقوف لأجل المطالبة بحقوقها والعداله الإجتماعية فى أن تستكمل تعليمها وتتزوج ممن تريد وهذه أبسط حقوقها

نتيجة بحث الصور عن فيلم فى بيتنا رجل

نتيجة بحث الصور عن فيلم الباب المفتوح

ومع اختلف الحبكة الدرامية ناقش ذلك الفنان أحمد مظهر بفيلم “الايدى الناعمة” فى تلخيص مفهوم العداله بأنه حين يريد المرء المطالبة بحقوقه عليه أن يؤدى وجباته وذلك من خلال الكفاح بالعمل الجاد والتى تتحقق من خلالها احلام من يريد المساواه والعداله

وكان لفيلم القاهرة 30 دورًا بارز معبر عن الاسقاط السياسى للمجتمع وذلك من خلال قيام المؤلف والمخرج بتوزيع زوايا الكاميرا على وجوه الفنانيين والذين جسدوا كافة الطبقات المختلفة من المجتمع مابيت الفقر وتحت الفقر والغنى والغنى الفاحش والذى أدى إلى كبح صفه العداله الإجتماعية بل أدى إلى تبحر القصة فى دائرة الوسطة والجنس من أجل الحصول على الأهداف فبدلا من أن تتوفر لهم وسيلة العمل توفرت لهم الطرق الأسرع فى الوصول إلى الأهداف بحجه أن الرغبة تبرر الوسيلة

نتيجة بحث الصور عن فيلم القاهرة ٣٠

 

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم الايدى الناعمة

افلام ما بعد النكسة واوائل السبيعينات..

كانت بطلتها الأولى شادية رمز مميز للعداله ..

بدأت الأفلام بعد قيام النكسة فى العودة إلى فكرة قيام الثورات من جديد ليس فقط فى مواجهة الاحتلال بل فى مواجهه الحاكم والذى نرى هذا متجليًا فى فيلم “شىء من الخوف” والذى رأت من خلاله الرقابة أن البطل هو الصورة الخفيه للرئيس جمال عبد الناصر وشخصية فؤادة هو الرمز المصري وذلك لانها كانت طيلة الوقت ترتدى الرباط الأسود وكأنه حداد مع رسمة عيناها الفرعونية والتى أبرزت حدة نظرته فى مواجهه اهدافها والذى أدى إلى قيام الثورة من جديد وهى ثورة يحيى شاهين واشعال النيران داخل القصر

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم شى من الخوف

 

وتكرر ذلك مع فيلم ميرامار والذى استطاعت من خلاله البطلة كسر القيود فى رغبتها فى أن تتعلم وتحب وتتخلص من عباءة البيئة الريفية وان تتساوى فى حقوقها مع الفتاة العصرية ورغم فشلها فى بعض الأحيان إلى أنها استطاعت فى نهاية الآمر أن تحيى كما تريد

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم ميرامار

فريد شوقى والعدالة من وجهه نظرة

حقق وحش الشاشة من خلال فيلم “كلمة شرف” مفهوم العداله الإجتماعية من جديد وذلك من خلال أن استطاع فيلمه بعد عرضه أن يجعل للسجين حق فى أن يزور أهله فى حاله مرضهم مما جعل فريد شوقى اعتباره رمزًا لمناصرة المساجين بالسجون فى أكثر من عمل فنى له

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم كلمة شرف

وجسدت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من خلال فيلم أريد حلا مفهوم أخر للعداله من خلال مطالبتها فى أبسط حقوقها فى أن تعيش مع من تريد وذلك ادى الى ظهور قانون الخلع ولكن مع تلك القانون ايضا رغم انه اعطى للمرأه الحق فى ان تتخلص من زوجها ولكنه سلب منها الحقوق الأخرى فى الحصول على مستحقاتها المادية

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم اريد حلا

وظلت فترة اواخر السبيعينات خاليه من مناقشة مفهوم العدالة الإجتماعية وركزت اهتمامها على الافلام الرومانسية والافلام السياسية والحربية إلا أنه فى منتصف الثمانينات عدت الفكرة تلوح من جديد مع فيلم سعد اليتيم للفنان أحمد زكى والذى كان رمز رفض الظلم والمطالبة بالحقوق كمثل والده بالفيلم الفنان محمد وفيق إلا أنه كان الظلم متفشيًا من خلال فرض الضرائب والاتاوت الباهظة على الاشخاص ولكن فى هذه المرة لم تقام ثورة لأن تسود العداله الإجتماعية بل صور الفيلم مدى ضعف عزيمة الأفراد فى تلك التوقيت ولكن مع فيلم “الجوع” و”الحرافيش”  تغير الأمر .

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فيلم سعد اليتيم

نتيجة بحث الصور عن فيلم الجوع

 

نتيجة بحث الصور عن فيلم الحرافيش

 

سينما 25 يناير واشعال الفتيل ..

خلال الفترة التسعينات حتى الالفية الجديدة لم تبرز قيمة العداله الإجتماعية بمفهومها الصحيحة واختلفت مبادئها إلا أنها عادت مع قيام ثورة 25 يناير وكان أبرزهم فيلم امن دولت ، الشوق ، الفاجومى ، تك تك بوم ، صرخة نمله ، فاصل ونعود ، بعد الموقعه ، فبراير الاسود ، اشتباك

 

Scroll to Top