عرض فيلم "200 جنيه" ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، وعقب عرض الفيلم أدارت الندوة الناقدة انتصار دردير، حضرها مخرج العمل والمنتج محمد عبدالحميد والفنان طارق عبدالعزيز ورئيس المهرجان محمود عبدالسميع .
فالبطولة الجماعية هنا جاءت أكثر إمتاعًا لقدرتها على استيعاب أعداد مضاعفة من الممثلين مقارنة بأفلام البطل الواحد ، فالفيلم لم يسير على خط درامى واحد فلا يمكن تصنيف العمل على أنه عمل كوميدى أو تراجيدى بقدر تصنيفه على اعتماده على استعراضات حالات إجتماعية واقعية بدأت بحدوتة الست عزيزة "أسعاد يونس" الشخصية المركزية للاحداث والتى طبعت بختمها الخاص على ورقة الـ200 جنيه ليلتقطها ابنها عنتر "أحمد السعدنى" بطريقة السطو والكذب والسرقة لتبدأ الرحلة من هنا فكيف ذهبت إلى الراقصة "غادة عادل" والتى ترقص رغما عنها لحاجتها المادية وتريد التوبة لتنتقل إلى مرة تلو الاخرى مع مدرس الفلسفة "أحمد رزق" وسائق التاكسى" أحمد السقا" وممرضة المستشفى لــ تصل رجل الاعمال خالد الصاوى والذى رغم ثرائه يعانى من الضائقة المادية لـ "نرمين زعزع" الخادمة ، لحدوتة "هانى رمزى" وافتقاره لاحضار ملابس جديدة لفتاته والانتقال الى حدوتة الفنان لـ "طارق عبد العزيز" ضيف البرامج ازدواجى الشخصية المزيف وصولا لمريم قورة التى تحتاج لهذه الورقة لحاجتها الدراسية وسلوى اللبيسه "ليلى علوى" والذى جار عليها الزمان وأصبحت بائعه محافظ تم طردها من شقتها فور وفاه زوجها من صاحب العقار البخيل "أحمد أدم" وان كنت اراه من أفضل الادوار التى تم تقديمها بالعمل لإعطاء الجانب الكوميدى السودوى والذى انتهى بوفاته تطبيقًا لمثل "مال الكنزى للنزهى" والعودة السريعة لعنتر السارق الزانى والذى لاقى مصيره على ايد صديقه "محمود حافظ" والذى قتله فور عمله بخيانته مع زوجته "مى سليم" .ونرى أنه من أقوى المشاهد مشهد صدمه عزيزة من وفاة ابنها رغم علمها بسرقته لها ولكنها بعاطفة الأمومة جعلت المشاهدين يتعاطفون مع مشهد وفاته .
فلقد نجح الفيلم في توفير جرعة درامية جذابة للفيلم حتى النهاية، فى الطريقة التي كانت تنتقل بها الـ200 جنيه بين الشخصيات لأنها محور الفيلم وكان يجب أن تكون هناك وسائل وحلول غير مفتعلة لنقل الورقة المالية دون أن أشعر بارتباك عند نهاية قصة وبدء الأخرى خصوصًا وأن أغلب شخصيات الفيلم متباعدين ولن تجد مشاهد تجمعهم كسابق أفلام أحمد عبدالله وهو ما يجعله يستحق الإشادة هو والمخرج محمد أمين في نجاحه في توظيف الفكرة .
وفى هذا الإطار أكد المخرج محمد أمين استعانته بسيناريو لأول مرة من مؤلف آخر وهو معروف عنه أنه يقدم سينما المؤلف، فـ عند قراءته للسيناريو توقع أن يسير الفيلم بإيقاع سريع نظراً لكثرة عدد القصص وتتابعها فكل قصة تسلم الأخرى، وتقدم عدد من القضايا الهامة فلن يشعر الجمهور بالملل أثناء العرض.
وعن عمله مع عدد كبير من النجوم ، أكد إنها كانت تجربة مرهقة للغاية ولكنها ممتعة، كما أن البطولة الجماعية تجربة متعارف عليها في مصر وعالمياً والسيناريو هو من يفرض عليك ذلك.
وقال المنتج محمد عبدالحميد، إنه فور عرض الفيلم عليه تحمس بشدة، فكرة القصص المتتالية تشد انتباه الجمهور وفي نفس الوقت تناقش قضية وتقدم رسالة، وأضاف عبدالحميد أن العمل مع نجوم كبار يجذب الجمهور.
وقال الفنان طارق عبدالعزيز، إن المخرج عرض عليه في البداية دور بمساحة أكبر خلال الفيلم ولكن لن ينل إعجابه وقرر أن يمثل دور الشخص المتناقض ومساحته مشهدين فقط لأن الفنان لا يجب أن يسعى لحجم الدور ولكن يجب أن يقتنع به، وأضاف أن الدور لم يكن صعباً عليه فقط لحظة المصداقية في التحول هل ستصل للناس أم لا.
إعداد التقرير : مروة السوري