الدور المجهول لعبدالفتاح القصري وحسن فايق فى ثورة 1919

 

تقرير : أحمد السماحى

تمر اليوم الذكرى المئوية لثورة 1919 ، والذكرى الــ ” 55 ” لرحيل الفنان الكوميدي النادر عبدالفتاح القصري، الذى لعب دورا هاما ومجهولا في ثورة “19 ” مع زميله الفنان الكوميدي الكبير حسن فايق! انفعل شعب مصر بسبب الفن ضد الإحتلال ومن أجل حياة جديدة فاضلة وكريمة، ولم يأخذ انفعال الشعب شكل المظاهرات فقط، ولا شكل الصراع المسلح ضد الإحتلال فقط، ولكن الشعب فى تلك الأيام كان يغني فى كل المظاهرات وكل التجمعات، كان يغنى بنسائه ورجاله، وكان يغني بصبيانه وبناته، وفى تلك الأيام كان ينطلق من بين الجميع أي صوت مجهول يتميز بالعذوبة والجمال ليقود الجماهير وهى تغني.

حيث كانت ثورة 19 قمة من قمم الثورات الوطنية وبداية للحركة الإستقلالية الفعالة التى تمت بإرادة شعبية جماعية اشتركت فيها المدن والقرى جميعا وشملت الشعب كل الشعب، وكان للفن والفنانيين دورا لا ينسى فى هذه الثورة، وتحدث كثيرين عن الدور الهام والوطني والحماسي الذى لعبه سيد درويش ومنيرة المهدية ونجيب الريحاني وعزيز عيد وآل عكاشة وجورج أبيض وغيرهم.

لكنى اليوم ومن خلال هذا البوست سأتحدث عن دور مجهول لحسن فايق وعبدالفتاح القصري فى ثورة 1919 من خلال المنولوج، حيث لعب المنولوج فى ثورة 19 دورا كبيرا فى إثارة الجماهير وبث الحماس فيهم، وكان حسن فايق وعبدالفتاح القصري فى مقدمة الفنانيين الذين قادوا المظاهرات بالمنولوجست، ففى أحد أعداد مجلة ” الأستديو” تحدث حسن فايق عن هذا الدور، فقال:

كان الفنان عبدالفتاح القصري من بين الفنانيين الذين شاركوا بجهودهم الفنية فى ميدان الكفاح فى ثورة 19 ، من خلال إلقائه للعديد من المنولوجات الحماسية التى أشعلت حماس المصريين، فقد حدث أن خرج المرحوم عزيز عيد على رأس مظاهرة تضم بعض الممثلات وانضم إلى المظاهرة فى الطريق عدد كبير من السيدات اللواتي كن يشتركن فى المظاهرات الوطنية، وفى أحد الميادين وقف عبدالفتاح القصري يلقي منولوجا على هذه المظاهرة مستدثا السيدات على المضي فى الكفاح فغنى من كلمات أمين صدقي:

ده وقتك ده يومك يا بنت اليوم

قومي اصحي من نومك بزياداكي نوم

ويالا طالبي بحقوقك تخلصي من اللوم

ولما اشتدت الثورة خرج وترأس مظاهرة كبيرة وذهب إلى معسكرات الجيش بالعباسية وألقى المنولوج التالي:

اليوم يومك يا جنود ما تجعليش للروح ثمن

يوم المدافع والبارود مالكيش خلافه فى الزمن

على السما خلوا الهجوم لو كانت الإعدا النجوم

وزلزلوا الأرض اذا جارت على الأرض الخصوم

وهذا الزجل كتبه العبقري بديع خيري، ولحنه سيد درويش لفرقة الريحاني فاستعاره القصري ليلقيه أمام جنود الجيش المصري فصادف نجاحا كبيرا.

وعندما أعلن الإنجليز الأحكام العرفية فى مصر، غنى يدعو المصريين الى الثورة قائلا:

يا مصريين يا وطنيين

قوموا كده مالكم نايمين

أحكام عرفية ولافيش حرية

وأدي قوانين استثنائية

وعندما قرر الإنجليز الإفراج عن المرحوم سعد زغلول ” باشا” بعد إعتقاله فى مالطة وخرجت جموع الشعب تستقبله كان حسن فايق من بينهم ووقف أمام سعد باشا وألقي منولوجا على لسان صعيدي يتساءل عما يجري فى البلاد من أحداث وعن أسباب فرحة الشعب فغني منولوج يقول مطلعه :

أيه اللي جاري النهارده يا حاج ياسين

بلادنا عما تلالي وناسها مزقططين

رايات تشوح وحاجات تفرح يا محمدين

بيزعقوا وبيقولوا الأقباط والمسلمين

يحيا الوطن والإستقلال مصر للمصريين…..”

وأعجب سعد زغلول بحسن فايق وقربه منه وكان يدعوه إلى الحفلات السياسية التى يقيمها الوفد المصري فى تلك الأيام، وكان حسن يؤلف لكل حفلة منولوجا خاصا يتفق والمناسبة التى أقيمت لها الحفلة، حدث أن أقيمت حفلة توديع بمناسبة سفر سعد زغلول مع بعض الأعضاء إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح فى فرساي، فألقى حسن فايق المنولوج التالي:

أفرح يا ولد العم يا بوي دي الحالة حترجع زين

والحرب أهى خلصت أهى يا بوي

بعد ما خلصوا القرشين

علشان مصر المحروسة يا بوي تلقالها محامين

لأحسن فيها ناس بالهم يا بوي بيقولوا متعصبين

يا رجال الصلح والنبي يا بوي

خليكوا قضاة عادلين

واحكموا لسعد ووفده يا بوي أهو دولا المسئولين

يا سعد قول لأوربا يا بوي كلنا متعلمين

تطلب لمصر النصر يا بوي اللهم أمين

ولم يقتصر القصري وفايق ومعهماالفنان حسن كامل، والفنان مصطفى أمين على هذه المنولوجات فقط ولكنهم قدموا أكثر من 30 منولوج طوال فترة الثورة التى إستمرت حوالي ثلاث سنوات

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏رسم‏‏‏‏

Scroll to Top