محمد كـريم 1896- 1972م

 

محمد كـريم  1896- 1972م

ولد محمد كريم في حي عابدين بالقاهرة بمصر. بدأ عشقه للسينما في سن العاشرة، عندما كان يتردد على سينما “أمبير” التي كانت من أوائل دور العرض السينمائي في القاهرة.

بهره هذا الفن الجديد والغريب الوافد من الخارج، وشد إنتباهه وإهتمامه كثيراً، وملك عليه كل مشاعره، خصوصاَ بعد أن شاهد فيلمي “أسرار نيويورك وفانتوماس”. 

Mohamed Kareem 2
كبر كريم وكبرت معه هوايته للسينما والتمثيل، فاشترى من مصروفه الخاص كاميرا فوتوغرافية، وحول سطح المنزل الذي يسكنه في حارة الهدارة الى أستوديو . كان في البدء يعشق التمثيل. وكان شديد الحرص على تقليد الممثلين في الأفلام الأجنبية التي يشاهدها، حيث كان يقف أمام كاميرته ويصور نفسه في حالات متعددة، بعد أن يضع المكياج لوجهه ليستطيع التعبير عن الشخصية التي يمثلها.

بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، كتب محمد كريم مقالات عن السينما في الصحف المصرية، وكان تفكيره في الكتابة منصب على تمصير السينما. كما قام أيضاً بترجمة ونشر الأخبار الفنية من بعض المجلات السينمائية الأجنبية التي كانت تصله من الخارج ، حيث كان يراسل أكثر من خمس عشرة شركة سينمائية أوروبية .

وفي برلين إستطاع أن يلتحق بأستوديوهات “أوفا” السينمائية ، حيث عمل في قسم المونتاج. وفي خلال سنة ونصف سنة فقط أصبح أحد مساعدي المخرج الألماني “فريتز لانج” ، مما أكسبه خبرة ودراية بفن الإخراج السينمائي. وعـاد محمد كريم الى القـاهرة بعد غياب دام سـبع سنوات، ومعه زوجته الألمانية “نعمة اللّه” الذي كان قد تزوجها أثناء عمله في ألمانيا ، والتي أصبحت فيما بعد مساعدته في جميع أفلامه .

بعد عودته من ألمانيا، وقبل عمله مع طلعت حرب، وقف محمد كريم على خشبة مسرح رمسيس مع يوسف وهبي ليؤدي دور ظابط في مسرحية “تحت العلم” بالرغم من أنه قام بمحـاولات لإقـنـاع يوسف وهبي بإنتاج فيلم سينمائي يقوم هو بإخراجه.

يعتبر محمد كريم أول من صور أفلاماً سينمائية لبعض المناظر الخارجية التي تقع في بعض مسرحيات يوسف وهبي، ودمجها في المسرحية أثناء العرض. وفعلاً نجحت هذه التجربة الرائدة ونجحت بالتالي محاولات محمد كريم في إقناع صديقه بدخول مجال السينما. فنشأت فكرة رمسيس فيلم وكان الإتفاق مع كريم على إخراج فيلم يكون باكورة إنتاج هذه الشركة . فاختار محمد كريم رواية “زينب” للأديب محمد حسين هيكل لتكون بـداية العـلاقـة بين الأدب والسينما المصرية وكان الفيلم صامتاً لأن السينما المصرية لم تكن قد نطقت بعد. ولهذا فقد أعاد كريم إخراج هذا الفيلم ناطقاً في عام 1952.

وبعد أن نطقت السينما العالمية ، أقدم محمد كريم على إخراج مسرحية رمسيس الناجحة “أولاد الذوات” في فيلم سينمائي من إنتاج وبطولة يوسف وهبي مع أفراد فرقته المسرحية . وصورت أغلب مشاهد الفيلم في باريس ، لأنه لم تكن قد أقيمت بعد أستوديوهات مجهزة بمعدات الصوت أو حتى الإضاءة . أما بقية المشاهد فقد صورت صامتة في أستوديو رمسيس، وأدخلت عليها مؤثرات صوتية فيما بعد . ولم تكن صناعة السينما في مصر قد عرفت فن المونتاج إلا عندما أُخرج هذا الفيلم ، حيث تم عمل مونتاجه في باريس وتحت إشراف كريم نفسه .

كان محمد كريم مثالاً للفنان الملتزم بفنه، وهو أيضاً صاحب مبادئ لم يحيد عنها طوال حياته. إنه فنان يحترم فنه ويرفض أن يخلط بين الفن والتجارة. فقد أخذ على نفسه عهداً بعدم الإبتذال منذ بداية مشواره السينمائي . فقد عاش طوال حياته فقيراً بالرغم من مكانته الرفيعة فنياً.

قبل وفاته بأربع سنوات، قدمت له الدولة منحة تفرغ لكتابة تاريخ السينما المصرية حيث عكف على البحث والدراسة معتمداً في ذلك على ذكرياته وذكريات أصدقائه المقربين إليه. ومات قبل أن يكمل كتابة هذا التاريخ الذي عُهد بتكملته الى المخرج أحمد كامل مرسي .

كان أسلوب محمد كريم في الإخراج يمتاز بالعناية الفائقة في المشهد، يهتم بكل صغيرة وكبيرة فيه، يدقق في إختياره للموضوع والممثلين والفنيين ويميل الى تصوير الطبيعة الراقية، أي إنه يحاول كثيراً تجميل الواقع، أو إنه يقدمه كما يجب أن يكون.. وكان عصبي المزاج يثور لأقل الأشياء ، لكنه في نفس الوقت يحمل قلب فنان كبير .

قدم محمد كريم أول اللقطات الملونة التي عرفتها السينما المصرية ، وذلك في فيلم “زينب” الصامت . كما أتيحت له فرصة إخراج أول فيلم مصري بالسينما سكوب في فيلم “دليلة” . وهو أول نقيب للسينمائيين وأول عميد لمعهد السينما بالقاهرة وأول من كتب مذكراته الفنية في جزئين بعنوان “خمسين سنة سينما”. وهو مخرج أول فيلم مصري يعرض رسمياً في مهرجان برلين الدولي عام 1953.

نال محمد كريم جوائز تقديرية عديدة من الدولة. ففي عام 1955 نال جائزة الدولة في الإنتاج والإخراج والسيناريو عن فيلم “جنون الحب”، وهو الفيلم الذي إضطره لبيع أثاث منزله ليقوم بإنتاجه. كما حصل على وسام الدولة في الفنون من الدرجة الأولى عام 1963 . وحتى بعد رحيله نال إسمه جائزة الدولة التشجيعية في الفنون .

حقق لمحمد كريم في مجال الريادة السينمائية عدة إنجازات، فمن الناحية الفنية، وفق في أثناء إخراجه لفيلم ” يحيا الحب ” إلى ” اكتشاف ” جديد أطلق عليه في مصر (باك بروجكشن) ومؤداه أن تعرض الصورة من الخلف على شاشة كبيرة بحجم شاشة السينما، مناظر شارع مثلا، والناس تجيء وتذهب والسيارات تمر مسرعة، وطبق هذا الاكتشاف في تسجيل أغنية (عندما يأتي المساء)، وفي فيلم ” يوم سعيد ” ظهرت فيه لأول مرة مناظر ضخمة لشوارع بأكملها يسير فيها الأتوبيس وجزء من (شارع فؤاد)، وبيوت (مودرن) وأخرى ريفية، ومجموعات كبيرة من الكومبارس من جميع الأجناس، وبالإضافة إلى اكتشافه للنجمات سميرة خلوصي، ونجاة علي، وسميحة سميح ورجاء عبده، وليلى مراد، وراقية إبراهيم، والهام حسين، وزوزو ماضي، فهو المخرج الوحيد الذي سجل طفولة فاتن حمامة على الشاشة حيث ظهرت وهي في الثامنة من عمرها في ” يوم سعيد “، وفي الحادية عشرة في (رصاصة في القلب)، وفي الرابعة عشر في ” دنيا “، كذلك اكتشف بهيجة حافظ في الفيلم الصامت ” زينب ” ومديحة يسري التي ظهرت في فيلم ” ممنوع الحب ” لمدة ثواني خلال مشهد أغنية (بلاش تبوسني في عينيه) وكان اسمها الحقيقي (هنومة خليل)
عاد محمد كريم إلى الأفلام الدرامية بفيلم ” دنيا ” 1946 من تأليف أحمد شكري وتمثيل راقية إبراهيم وأحمد سالم، ثم تلاه فيلم ” الحب لا يموت ” 1948 تأليف إبراهيم المصري وتمثيل راقية إبراهيم وعباس فارس ووحيد صالح (مثل لأول وآخر مرة في السينما) قد ظهرت في هذا الفيلم الفنانة (نعيمة عاكف) وهي تلقي مونولجا فكاهية قصيرا وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلتها تتعاقد بعد ذلك على بطولة أول أفلامها ” العيش والملح مع حسين فوزي.

مرة أخرى عاد كريم إلى رواية ” زينب ” ليجعلها تنطق على لسان راقية إبراهيم ويحيى شاهين وفريد شوقي وغيرهم عام 1952، وفي العام نفسه قدم فيلم ” ناهد، تأليف يوسف وهبي وكريم وعبد الوارث عسر وتمثيل راقية إبراهيم ويوسف وهبي ومحمود المليجي، وفي عام 1954 فيلم ” جنون الحب ” من إنتاجه وتأليفه مع عبد الوارث عسر وتمثيل راقية إبراهيم وأنور وجدي وعماد حمدي.

أما آخر أفلامه الدرامية فكانقلب من ذهب ” 1959 تأليف كريم وعبد الوارث عسر وتمثيل مريم فخر الدين وعماد حمدي وفردوس محمد وسناء جميل، وقد اعتبر أنه أخرج هذا الفيلم، وفي الوقت لم يخرجه، نظرا لتدخل منتجه (حسن رمزي) في عملية الإخراج مما أفسد العمل.

ونود أن نشير هنا إلى أن محمد كريم قدم الفنان محمد فوزي لأول مرة في السينما في فيلم ” أصحاب السعادةعام 1945 مع رجاء عبده ومختار عثمان وميمي شكيب، وهو فيلم غنائي مملوء بالكوميديا، كذلك قدم أول فيلم مصري ألوان بالسينما سكوب في سادس أفلام عبد الحليم حافظ ” دليلة 1956 مع شادية ورشدي أباظة، واعترف بعدم إعجابه بأسلوب عبد الحليم حافظ في العمل، وعندما نصحه رد عليه عبد الحليم (دي فلوسي أنا حر، إن شالله أرميها في البحر، ما حدش له دعوة)  ومن دلالة الريادة عند محمد كريم في السينما العربية، أنه كان مخرجا يملك حسا تاريخيا واعيا أما أهم ما يمتاز به أسلوب محمد كريم في الإخراج عموما فهو العناية الدقيقة بالمنظر ولوازمه ومحتوياته واهتمامه بأدق تفاصيل كل مشهد، فهو يدقق في اختيار الموضوع والممثلين والفنيين، ويميل دائما إلى تصوير الطبيعة، وعند تصويره للبيئة المصرية، يجعلها في صورة ما ينبغي أن تكون حتى قال عنه المؤرخ (جورج سادول) في فبراير 1965 ” أن خير رواة السينما الأوائل هو محمد كريموتمتاز أفلامه بالعناية والاهتمام بأصغر التفاصيل.

هنا شاءت الأقدار أن يكون كريم أول من صور أفلام سينمائية في مجال المسرح بعد محمد بيومي، إذ عمل على تصوير بعض المناظر الخارجية التي تقع في بعض مسرحيات يوسف وهبي، وهي التي تأتي موصوفة بالحوار على لسان الممثلين وعمل على إدماجها في أحداث المسرحية لتعرض في أثناء التمثيل وقد نجحت التجربة في مسرحية ” العدالة “، ومن هنا شاءت فكرة (رمسيس فيلم)، وفي عام 1927 هو يقضي ثلاثة شهور في إخراج فيلمه التسجيلي الأول، ” حدائق الحيوانمن بإنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما، ويعينه طلعت حرب مخرجا في الشركة بمرتب اثني عشر جنيها .

ومحمد كريم هو أول مخرج يقدم رواية أدبية هي ” زينب ” لمحمد حسين هيكل عام 1930، وهو الفيلم الذي يتضمن أولى اللقطات الملونة التي عرفتها السينما المصرية حيث تم تلوين 400 متر باليد – صورة صورة – عن طريق شركة باتيه في باريس، وتخلل الفيلم 30 لوحة لجمل الحوار، واستغرق العمل في الفيلم 21 شهرا، وقامت بهيجة حافظ بطلة الفيلم بوضع الموسيقى التصويرية لبعض المناظر، ومحمد كريم كان أيضا أول من قام بإخراج فيلم مصري ناطق، وهو ” أولاد الذوات ” 1932، وكان 60% من الفيلم ناطقا وكذلك لم تعرف صناعة السينما في مصر (المونتاج) إلا عندما أخرج هذا الفيلم في باريس حيث تم عمل المونتاج له وعلى يدي محمد كريم ولدت مدرسة الفيلم الغنائي المصري بكل ملامحها وتقاليدها التي لا تكاد تتغير، حيث هبت عاصفة ” الوردة البيضاء ” 1933 الذي حقق أكبر إيرادات عرفها فيلم مصري حتى ذلك الوقت، بحيث عرض في دور السينما 56 أسبوعا، وأثار معارك سياسية جانبية بين الأحزاب حين اتهمت صحف إسماعيل صدقي، النحاس باشا، بركوب موجة ” الوردة البيضاء ” ليحظى بالتصفيق، فالفيلم عن قصة لمحمد متولي، واقتباس محمد كريم وتمثيل محمد عبد الوهاب وسميرة خلوصي ودولت أبيض، ويظهر فيه رياض السنباطي لأول مرة كعازف.

ويتميز الفيلم بكلمات الحوار الرقيق وبشاعرية حالمة لا علاقة لها بالواقع الخشن، ثم قدم” دموع الحب 1935 – عن روايةماجدولين ” وفي عام 1938 قدم محمد كريم ” يحيا الحب ” عن قصة لعباس علام وتمثيل ليلى مراد ومحمد عبد القدوس وزوزو ماضي، وفيه يقوم عبد الوهاب بدور – ابن الباشا الذي يخفي عن حبيبته أصله، وبعد عدة مغامرات يكشف عن الحقيقة ويتزوجها، و” يوم سعيد ” – تأليف كريم وعبد الوارث عسر وتمثيل إلهام حسين وسليمان نجيب والطفلة فاتن حمامة، و” ممنوع الحب ” 1942
وبينما تقع البطلة في حب عبد الوهاب في الفيلم الأول يقع هي في حب رجاء عبده في “ممنوع الحب ” ليكتشف إنها ابنة العائلة التي ناصبت عائلته العداء منذ سنين، لكن الحب بين الشابين ينتصر، ثم ” رصاصة في القلب ” 1944 عن مسرحية لتوفيق الحكيم وتمثيل راقية إبراهيم علي الكسار وبشارة واكيم، ولست ملاكا ” 1946 من إعداد كريم وتمثيل نور الهدى ومحمود المليجي وسليمان نجيب، وفي كل أفلام عبد الوهاب السابقة، تتحدد شخصية (النجم المغني) التي أصبحت أحد أسس الفيلم المصري طوال هذه السنوات، بحيث كانت تنعكس ملامح هذا النجم الذي كان يعد في ذلك الوقت العاشق الأعظم والمثل الأعلى لكثير من شباب الثلاثينات، كل أيام الحب والبراءة والحلم، وبحيث يبدو الناس على الشاشة طيبين وبلا هموم، لا يشغلهم إلا الحب الذي بات مفتاحا لكل شيء في مجتمع ناعم وخامل يغني الكل فيه ويرقص، وفي هذه الأفلام، ولدت أسطورة النجم المغني في الفيلم العربي، حيث يبدو عبد الوهاب شابا حالما باحثا عن الحب والجمال، ونموذجا (لدون جوان) عصري متلاف ومهذار لا يحمل هما، وفي هذه الأفلام، كل الناس طيبون – الباشا والإقطاعي والفلاحون الأفندي القاهري، والفتاة الأرستقراطية، والبواب الذي يقرض الساكن المفلس، والعاشق الذي يضحي بخاتمه الثمين ليزوج صديقه من حبيبته، كل الناس كانوا يعطون، ولا أحد يأخذ ! صحيح أن الواقع كان شيئا آخر، وأن هؤلاء الناس لم يكونوا أناسا حقيقيين يعيشون في عام 1930، لكننا عندما نشاهد سينما محمد كريم نحب كل شيء، لأن عالمه المثالي قد انتهى، لكنا نلمح توغل النظرة الطبقية في هذه الأفلام.

ويشعر محمد كريم – بعد ستة أفلام لعبد الوهاب – أنه قد ضاق بالأفلام الغنائية، وأنه لم يستفد، وأنه ما زال كما هو ولم يتغير، ويعترف ” أن أغاني عبد الوهاب السينمائية كانت طويلة، أطول من اللازم، فأي أغنية في المتوسط تستغرق أكثر من ست دقائق فإذا حسب ما تستغرقه ثماني أغان لكان الوقت حوالي خمسين دقيقة الأمر الذي يضطر إلى ضغط موضوع القصة وحذف كثير من حوادثها.

إن معظم أفلام عبد الوهاب التي قدم محمد كريم الأغاني فيها، كان يفاجأ بعددها وبمدتها في أثناء العمل، فيطلب من عبد الوهاب أن يختصرها، لكن عبد الوهاب يرفض ولا يسمح بقص متر واحد من موسيقاه، حتى ولو كانت متكررة، فيضطر كريم إلى اقتضاب حوادث الفيلم، وتكون النتيجة على غير ما يبغي.

وفي العام التالي يعود إلى التمثيل فقط دون الإخراج مع (صلاح أبو يوسف) في ثاني أفلامه ” المنتقم 1947، قصته مأخوذة عن رواية ” الكو نت دي مونت كريستو ” لألكسندر دوماس – الأب، وعندما تندلع حرب فلسطين ضد عصابات الغدر الصهيوني يتورط في قضية الخوذات المقلدة والتي دخل بسببها السجن وكان المتهم الأول في تلك القضية، وطلب الادعاء الحكم عليه بالإعدام لكنه من السجن البراءة
وفي غضون عام 1949 يقوم بإخراج فيلم ” دموع الفرح ” عن قصة (لعلي أمين) وحوار (بديع خيري)، وبالطبع سيناريو أحمد سالم وبطولته أمام (مديحة يسري) لكن المنية توافيه عام 1949 فيقوم باستكمال الفيلم في ذلك الوقت المخرج (فطين عبد الوهاب)، وعرض الفيلم عام 1950.

Scroll to Top