فيلم طير بينا يا قلبى ينتصر لسيادة السينما الصامتة .. ويعطى لألحان الكلاسيكية بطولته المطلقة

 

بوستر الفيلم ..

تقرير: مروة السوري

“رب سينما صامتة أبلغ من كل الكلمات” .. جمله تحمل فى معناها الكثير فلقد أصبح الجمهور الآن هو المتحكم بالحركة الفنية وليس العكس ، حيث يرغب فى خلق حالة فنية يشعرون من خلالها بأنهم نقاد فنيين وليس مجرد مشاهدين فقط ، الآمر الذى يحدث من خلاله طريقة التقديم الفنى .

وبالتركيز على نمطية السينما الصامتة نجد أبلغ وسيلة يبحث الجمهور عنها بالوقت الحالى لما تمتاز بإعتمادها على عنصرين فى غاية الآهمية إلا وهما “الصورة والموسيقى التصويرية” .

نظرًا لأن للموسيقى عامل أساسى فى إحداث الصراع والذروة بالأحداث فى ظل غياب الحوار الغير جاذب للجمهور ويعد أشهر مثال لذلك فيلم خلى بالك من عقلك للفنان عادل إمام والفنانة شريهان وفيلم قضية عم أحمد والذى اعتمد خلالها الموسيقار عمر خيرت على أن يجعل الجمهور داخل حالة خاصة لا تسقط من الذاكرة وايضا فيلم نادية للفنانة سعاد حسنى للموسيقار مدحت عاصم والتى علقت فى اذهان الجمهور خلال متابعه الفيلم وغيرهم من الأفلام التى يمكن أن تستغل الجانب الموسيقى كبطل هام من أبطال الفيلم بل البطل المحورى به .

وفى ضوء ذلك قامت إدارة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون تحت إشراف د. منى الصبان استاذه معهد السينما بأكاديمية الفنون بعرض الفيلم الروائى القصير “طير بينا يا قلبى” للمخرجة الآء سعد الدين وهو فيلم شبابى مستقل رومانسى تراجيدى إجتماعى صامت لا تتعدى مدته الـ5 دقائق ركز السيناريو على المكان والأغنية وحركة الشخصيات والتفاصيل الدقيقة جدا والتى تغنى عن الكلمات فتدور إحداث الفيلم حول مخرج شاب تعرض للشلل وهو متزوج ويعانى من حاله الوسواس القهرى والحزن الواضح لأنه يرى امامه زوجته فراشة طليقة وهو بالنسبة لها عاجز لا يستطيع أن يشعر بالانسيابية التى تشعر بها وهنا لم يركز التصوير على حاله عجزه فقط بل على عجز الزوجة ايضا فالزوجو هنا لا تستطيع بمفردها احداث الرغبة فى السعادة بل هى مصدر شقاء وهى تشعر بذلك وتريد أن تبكى وتلوح بالكلمات ولكن انشغالها بالحركة على الآقل داخل الشقة وكأنها داخل متاهه ضيقة لم تخرج منها وهنا نوع آخر من العجز .

وقد لعبت لغة العيون دور البطل الثالث خلال أحداث العمل فلقد ركز المصور على ملامح البطل الحزينة والحادة والمتمردة والتى شعرت بالفعل بدون وعى بأن من حوله مجرد متعاطفون معه وليست المساعدة من أجل الحب فقط والذى ظهر واضحًا فى حركة اليد التى لم تكن عاجزة هى ايضا بل يريد دائما أن تكون البطل الرابع فى العمل فى التلويح بيده وفردها بصورة مستمرة واستعمالها كوسيلة للتلويح والتعنيف .

وهنا كان لظهور البطل الخامس آمرًا طبيعيًا وهو حاسة الأذن واللعب على اوتارها فمن الملاحظ أن صناع الأفلام يركزون بأنه عندما تفقد حاسة البصر دائما الأذن هى البطل الحقيقى والمساهم فى علاج الحالة والتى اعتمد السيناريو عليها فى استخدامها كوسيلة للتصالح بين الزوجين وهى ربط الأذن بحالتهم الرومانسية واسترجاع المشاعر الصادقة من خلال أغنية “طير بينا يا قلبى” للمطرب المحبوب محمد فوزى وهنا يظهر البطل السادس هو الدلاله فـإن للقلب استطاعته على الطيران حين يتذكر العقل ذكرى ممتعه عاش خلالها أجمل مشاعر .

ورغم أن مخرجة العمل تحدثت على عقبات الامكانيات المادية والتى أدت إلى اعتمادها على الاضاءة الطبيعية فقط واخفاق الجانب التشويقى فى استخدام الاضاءة ولكن من وجهة نظر يرى من خلال الجمهور أن تلك العيب لم يشكل إى اعاقة للفيلم بل على العكس سيادة الأجواء الطبيعية على العمل أدى إلى واقعيته والتى يلاحظ ايضا على التركيز على أن تكون الملابس العادية المنزلية ، وقد التحضير للفيلم لمدة 3 أشهر والتصوير خلال يوم واحد .

الفيلم بطولة أمجد على ، ياسمين نجيب رموز الرومانسية الهادئة ، المونتاج المميز لمحمد أشرف وهو المخرج الثانى للعمل ، مصمم الرقصة بالفيلم مدرب الرقصات أحمد حسن ، موسيقى نهلة البباوى ، تصوير الكادرات المميزة والتفاصيل عاصم العسيلى ، سيناريو وإخراج الآء سعد الدين والتى نجحت خلال هذه التجربة بأن تضع لها بصمة فنية جديرة بالاهتمام .

وهذه صور حصرية للموقع لكواليس الفيلم …

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top